بلغت العقود الآجلة لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 841 دولارا صباح أمس الأول الأربعاء الساعة 9:00 صباحًا. بحلول الساعة 10:30 وصلت إلى 970. ولكن مع إغلاق التداول، انهار بمقدار 200 دولار ليستقر عند سعر 770 دولارا.
ومن المعروف وفق النظريات الاقتصادية لحركة السوق أنه لا يمكن أن تستمر الأسعار في الزيادة إلى ما لا نهاية، فهناك حدود طبيعية لحركة السوق، فبعد النمو السريع في أي سوق عالمية سيكون هناك نوع من الركود، وفي الأحوال العادية يستغرق تصحيح القيم السوقية يومين أو ثلاثة أيام، ومن ثم يبدأ الصعود من جديد وفق ما يشير أي مخطط لوغاريتمي لحركة الأسواق، لذلك فإن سعر 1000 دولار لكل ألف متر مكعب ليست حلماً بعيد المنال للمصدرين، بل هي احتمالية كبيرة في الأشهر المقبلة.
تم رفع الأسعار في الآونة الأخيرة في أوروبا بسبب نقص موارد الطاقة، كما أن مرافق تخزين الغاز تحت الأرض شبه فارغة بحسب التقارير لأخيرة. فاضطرت شركة غازبروم إلى زيادة الإمدادات بشكل إسعافي. ليس فقط إلى أوروبا، حيث زادت الصادرات أيضًا إلى آسيا بسبب الطلبات المتزايدة، فارتفاع الأسعار بشكل كبير، وهي الحالة التي تحدث دائما عندما يتم بيع أي منتج في السوق العالمي على أساس التسليم الفوري.
يبدأ موسم استهلاك الغاز في منتصف أكتوبر المقبل، وهو الوقت الومناسب لتعويض نقص التخزين بالنسبة للمستوردين الأوروبيين، بالإشارة إلى أن الاحتياطيات تنخفض عن مؤشرات العام الماضي بنحو 24.6 مليار متر مكعب.
كما تم تأجيل إطلاق "التيار الشمالي 2"، الأمر الذي من شأنه أن يبرد السوق. وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم أليكسي ميلر، لأن المضاربين عرفوا أنه لن تبدأ عمليات التسليم في 1 أكتوبر.
وقال فيت وولف، المتحدث باسم الوكالة الفيدرالية الألمانية للاختبارات الفنية، إن اختبار المشروع سيستغرق من شهرين إلى أربعة أشهر إذا لم تظهر صعوبات إضافية.
وبدوره أكد أليغ تشيريدنيشنكو، الأستاذ المساعد في قسم النظرية الاقتصادية في جامعة بليخانوف الروسية، أن الاتحاد الأوروبي لن يتحمل عبء إبطاء هذه العملية، لأن الطاقة الخضراء "النظيفة"، التي يعتمد عليها السوق الأوروبي "خيبت أمله"، حيث أدى ضعف الرياح في بحر الشمال إلى ارتفاع تكاليف الكهرباء بنسبة 20% في أوروبا.
وفقًا لشركة "ICIS" التحليلية البريطانية، تضاعف سعر ميغاواط/ ساعة في المملكة المتحدة ثلاث مرات منذ أغسطس/آب من العام الماضي. وهذا هو أقصى سعر وصلت إليه في العشرين عام الماضية. بينما في ألمانيا، ارتفع السعر بمقدار الثلث فقط بسبب الواردات الإسعافية من الغاز الروسي.
وتختلف التكاليف الحقيقية للغاز بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين اختلافًا كبيرًا عن أسعار العقود الآجلة. فالقسم الأكبر من الغاز لا يُباع بالأسعار الحالية، بل بموجب عقود آجلة ذات استحقاقات مختلفة.
قال بيتر بوشكاريف، الاقتصادي من مركز المعلومات والتحليل "TeleTrade": "قبل أشهر، قامت شركة غازبروم بنقل الوقود إلى ألمانيا مقابل 220 دولارًا فقط. ومن المحتمل أن تخطط الشركة لإبرام عقود توريد بأسعار بيع أعلى بكثير على مدى طويل الأجل".
ومن المؤكد أن غازبروم ستسعى لسد ثغرة الطاقة في أوروبا مع مراعاة توازن الاحتياجات الداخلية والخارجية، بالإضافة لمراعاة الاحتياجات الخارجية بين الشرق والغرب.
وهذا ما أكدته اليوم شركة غازبروم الروسية، حيث أشارت إلى أنها "تزود المستهلكين بالغاز وفق طلباتهم بالامتثال التام للالتزامات التعاقدية القائمة، وتسعى إلى تلبية طلبات الحصول على إمدادات إضافية وفق الإمكانيات المتاحة".