يقول علماء الفلك اليوم إنهم توصلوا إلى حل لغز عمره 840 عاما، حيث اصطدم نجمان كثيفان للغاية في مجرة درب التبانة وتسببا في حدوث مستعر أعظم.
واكتشف هذا المستعر الأعظم، أو ما يسمى بنجم الضيف الصيني، في عام 1181 ميلادي، وظل مرئيا من 6 أغسطس/ آب إلى 6 فبراير/شباط، من ذلك العام واختفى بعدها، هو واحد من تسعة مستعرات عظمى مسجلة تاريخيًا في مجرتنا.
واستطاع مجموعة علماء حل لغز هذا النجم أخيرا، في بحث جديد نشر مجلة الفيزياء الفلكية. حيث حدد علماء الفلك بقايا بعض المستعرات الأعظمية، لكن نجم الضيف الصيني كان المستعر الأعظم الوحيد في الألفية الماضية الذي لم يتم العثور على بقاياه بعد.
واقترح الباحثون سابقا أن نجم "Pa 30" ونجم "Parker" نتجا عن اندماج اثنين من الأقزام البيضاء، وهما نجمان كثيفان للغاية استهلكا كل وقودهما النووي، حيث تؤدي عمليات الاندماج هذه إلى نوع خافت ونادر من المستعرات الأعظمية يُعرف باسم المستعر الأعظم من النوع "اللاكس".
واكتشف علماء الفلك في الدراسة الجديدة أن السديم "Pa 30"، الذي اكتشف في عام 2013. بعد حساب سرعة توسعه حيث كان ينتفخ بسرعة 684 ميلا في الثانية (1100 كيلومترا في الثانية). بمعرفة هذا المعدل، قدر العلماء أن هذا النجم ولد منذ حوالي 1000 عام فقط، أي أن نشأته كانت بنفس توقيت المستعر الأعظم القديم.
وبدوره، قال ألبرت زيلسترا، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة "مانشستر" البريطانية، في بيان: "التقارير التاريخية تضع نجمة الضيف بين كوكبتين صينيتين، تشوانشي وهواجاي. ونجم باركر يناسب الموقع بشكل جيد... هذا يعني أن العمر والموقع يتناسبان مع أحداث عام 1181".
ونوه زيلسترا إلى أن المستعر الأعظم الذي ظهر في عام 1181 م كان خافتًا وتلاشى ببطء شديد، مما يشير إلى أنه من المحتمل أن يكون سوبرنوفا من النوع "الكلاس" (المتراخي).
وبين الباحث أن "الجمع بين كل هذه المعلومات، مثل العمر والموقع والسطوع وتاريخ الحدث والمدة المسجلة تاريخيًا (185 يوما)، جميعها تشير إلى أن نجم باركر و Pa 30 هما بقايا هذا المستعر الأعظم القديم"، وتابع العالم قائلا: "من الجيد أن تكون قادرا على حل لغز تاريخي وفلكي".