وأكدت الشبكة في تقريرها أن القفزة الأخيرة في أسعار الغاز تسببت بتوقّف عمل العديد من مورّدي الكهرباء المحليين، وسط توقعات بإفلاس 4 شركات كهرباء بريطانية صغيرة على الأقلّ في غضون أسبوع.
وارتفعت أسعار بيع الغاز بالجملة بنسبة 250% منذ بداية العام الحالي، بما في ذلك زيادة بنسبة 70% منذ أغسطس/آب.
يعد سوق الغاز أمرًا بالغ الأهمية لإمدادات الطاقة في المملكة المتحدة بسبب دوره في التدفئة والصناعة وتوليد الطاقة.
تقول الحكومة إن أكثر من 22 مليون أسرة متصلة بشبكة الغاز المحلية، وفي عام 2020، تم استخدام 38% من الطلب على الغاز في البلاد للتدفئة المنزلية، و29% لتوليد الكهرباء، و11% للاستخدام الصناعي والتجاري.
يوجد هناك عدة أسباب وراء ارتفاع الأسعار كارتفاع الطلب في آسيا على الغاز الطبيعي المسال مما يعني عروض أقل من المتوقع إلى أوروبا.
كما أنه في المملكة المتحدة، تم إغلاق العديد من منصات الغاز في بحر الشمال للصيانة التي تم إيقافها مؤقتًا أثناء الوباء.
في غضون ذلك، تضررت الكابلات التي تستورد الكهرباء من فرنسا الأسبوع الماضي، بعد اندلاع حريق كبير فيها، ذلك يعني أنه سيكون خارج نطاق العمل حتى 25 سبتمبر/أيلول، وأن نصف سعته البالغة 2 غيغاوات ستكون غير متاحة حتى مارس/آذار 2022.
تسبب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز في إغلاق مصنعين كبيرين للأسمدة في بريطانيا ينتجان ثاني أكسيد الكربون (CO2) كمنتج ثانوي، مما أضر بإمدادات صناعة الأغذية.
يستخدم ثاني أكسيد الكربون في ذبح الماشية وتبريد المنتجات.
حذر المنتجون من أن إمدادات اللحوم والدواجن والمشروبات الغازية يمكن أن تتضرر بسبب نقص ثاني أكسيد الكربون.
قال نيك ألين، الرئيس التنفيذي لاتحاد مصنعي اللحوم البريطانيين: "إن البلاد قد تكون على بعد أسبوعين من اختفاء اللحوم البريطانية من أرفف السوبر ماركت".
وأضاف: "عندئذ سنضطر للتوقف عن العمل، وهذا يعني أن الحيوانات ستبقى في المزارع، وذلك سيؤدي إلى مشاكل كبيرة للمزارعين فيما يتعلق برعاية الحيوانات وإطعامها. نحن على بعد أسبوعين من رؤية بعض تلك النتائج على أرض الواقع".
ومع بداية عام 2021، كان هناك أكثر من 70 شركة إمداد بالطاقة تعمل في بريطانيا، ولكن مصادر في الصناعة قالت إنه من المتوقع أن يقل هذا العدد بنحو 10 شركات مع نهاية العام.
وفي الأسابيع الأخيرة، توقفت نحو أربع شركات عن نشاطها، بما فيها شركة "بيبولز إنيرجي"، والتي تزود الغاز والكهرباء لنحو 350 ألف و1000 مؤسسة تجارية، وشركة يوتلتي بوينت التي لديها نحو 220 ألف عميل.
وتحطم أسعار الغاز في أوروبا المستويات التاريخية بشكل يومي، حيث تواصل الصعود في ظل تراجع احتياطيات الوقود الأزرق في المستودعات الأرضية بأوروبا، ويتزامن ذلك مع قرب فصل الشتاء.
ووفقا للتداولات يوم الأربعاء الماضي، فقد تجاوزت أسعار الغاز مستوى 910 دولارات لكل 1000 متر مكعب، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على الإطلاق.