ونوه المصدر الدبلوماسي في تصريحات نقلها موقع "اليوم 24"، إلى عدم إمكانية توقع الإجراء الذي ستتخذه الجزائر حول الاتفاقية الثلاثية، بين المغرب والجزائر وإسبانيا، والتي تنتهي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأشار المصدر إلى أن توقف هذه الاتفاقية لن يضر المغرب فقط، حيث تحصل على حصة من الغاز نظير رسوم المرور، لكن ستضر أيضا بالجانب الإسباني الذي سيعاني بدوره من نقص إمدادات الغاز.
بحسب المصدر، استعد المغرب لعدة خيارات لتوفير الغاز، أولها استيراد الغاز عبر البواخر، حيث سيتم نقله وتخزينه، وسيتم إحداث شركة مساهمة أطلق عليها اسم " Onhym Midstream Co"، سيكون نشاطها الرئيسي نقل الغاز إلى المغرب، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير شبكات نقل وصيانة وإصلاح وبنية تحتية متعلقة بنقل الغاز.
أما الإجراء الثاني، فهو يتمثل بممارسة الأنشطة المرتبطة بعملية التخزين، أي تخزين الغاز الطبيعي داخل خزانات أو تجاويف جيوليوجية، في أعماق الأرض، حيث أصدر مرسوما جديدا أحدث بموجبة الشركة التي ستقوم بهذه المهمة.
بالإضافة إلى ذلك، منحت الحكومة المغربية عددا من التراخيص لشركات استيراد الغاز الطبيعي عن طريق البواخر، حيث سيتم نقلع عبر الصهاريج إلى المناطق الصناعية.
ونفذ الجانب المغربي مشروعا جديدا لإنشاء "محطات عائمة" في البحر، تتمثل مهمتها باستقبال بواخر الغاز المسال، وتحويله ليتم توجيهه إلى مراكز الاستهلاك. حيث سيتم بناء هذه المحطات في كل من موانئ المحمدية والقنيطرة والناظور.
وكانت وزارة الطاقة والمعادن المغربية قد أعلنت، في وقت سابق، عن "خارطة طريق للغاز الطبيعي للسنوات المقبلة"، تهدف إلى تأمين احتياجات البلاد من الغاز التي تصل إلى نحو مليار متر مكعب سنويا.
ونوهت الصحيفة إلى أن بعض المصادر أشارت إلى أن أنبوب الغاز الواقع في التراب المغربي سيصبح بموجب الاتفاقية الثلاثية ملكية مغربية، أي ستتمكن الحكومة المغربية من استخدامه وفق احتياجاتها من حيث الاستثمار في استيراد الغاز من إسبانيا، التي "أصبحت قاعدة لوجيستكية للغاز الأمريكي".
وأعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهمة المغرب بتنفيذ ما وصفته بـ"الأعمال الدنيئة" ضدها، موضحة أن "عداء المغرب ممنهج ومبيت".
تزامن ذلك مع اتهام الجزائر جماعتين تم تصنيفهما مؤخرا ضمن التنظيمات الإرهابية، بالتسبب في اشتعال حرائق الغابات المدمرة في البلد خلال الشهر الجاري، وقالت إن إحداهما مدعومة من المغرب وإسرائيل.
وتشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا منذ عقود، حيث تدعم الجزائر "جبهة البوليساريو" المسلحة التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب وهي منطقة تعتبرها الرباط ضمن أراضيها.
ولا تعترف الجزائر بإسرائيل ولا تشير إليها في البيانات الرسمية سوى بوصف "الكيان الصهيوني". وقالت إسرائيل هذا الشهر إنها ستقيم قريبا علاقات دبلوماسية كاملة مع المغرب.