وكانت حالات الانتحار في الأردن قد سجلت ارتفاعا عام 2020، لتصل إلى حالة انتحار كل يومين، بنسبة هي الأعلى منذ 10 سنوات، бفقا لسكاي نيوز.
وقال مراقبون إن معدلات الانتحار المرتفعة في الأردن لم تتخط الأرقام العالمية، ولم ترتق إلى كونها ظاهرة، مؤكدين انتشارها بسبب الضغوط الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة والفقر نتيجة أزمة فيروس كورونا.
الانتحار في الأردن
وأقدم شخص أمس الجمعة، على إحراق نفسه في أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، وبعدها بساعات، شنق طالب جامعي يدرس الطب نفسه بمنزل ذويه غربي مدينة إربد، فيما شنق شاب سوري الجنسية نفسه في مكان عمله شمال المدينة.
وقبل ذلك بوقت قصير، أقدمت سيدة حامل على شرب مادة سامة وسط الطريق أمام المحاكم الشرعية، على إثر خلافات عائلية، لتنقل إلى المستشفى، ويعلن عن وفاتها ووفاة جنينها، ليسجل 5 ضحايا في 4 عمليات انتحار في إربد.
وبحسب إحصائيات أردنية رسمية، سجلت الوفيات الناتجة عن حالات الانتحار خلال العام الماضي 2020 في الأردن ارتفاعا ملحوظا لتصل إلى 152 حالة بزيادة 33 حالة عن عام 2019، الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار إلى 119.
البطالة والفقر
اعتبرت كلثم مريش، ناشطة ورئيسة الاتحاد النسائي العاصمة الأردن، أن هناك الكثير من الأسباب التي زادت من حالات الانتحار في الأردن، منها المشاكل النفسية وحالات الاكتئاب التي يعاني منها المنتحرون، وكذلك إدمان البعض منهم المخدرات أو الكحول.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، فإن السبب الرئيسي في إقدام الأشخاص على الانتحار في الأردن، هي الصعوبات الاقتصادية، والوضع المالي الصعب، وما صاحب جائحة كورونا من تأثيرات على المواطنين، والتي كانت شديدة في الأردن، حيث وصلت نسبة البطالة إلى ما يقارب الـ 45%، وتشمل عددًا كبيرًا من الشباب.
وقالت مريش إن البطالة والديون المتراكمة، دفعت الكثيرين إلى الانتحار، خاصة مع تزامن تلك الأسباب مع الظروف الاجتماعية الصعبة، والضغوط الأسرية مع قرب موسم المدارس.
وترى أن معظم الحالات التي أقدمت على الانتحار تعاني من وضع اقتصادي صعب، وبطالة وفقر، ومشكلات اجتماعية، حيث ظهرت بعد أزمة كورونا سلوكيات لم تكن موجودة من قبل، حيث يجد المديون أو الفقير في الانتحار السبيل الوحيد للهروب من أزماته.
وأكدت مريش أن الإجراءات الحكومية غير المتعاونة زادت من حدة الوضع، حيث يجب أن يكون هناك مؤسسات تساعد الذين يعانون من ضائقة مالية للتخلص من ديونهم، لا سيما وأن أولئك الذين أقدموا على الانتحار يعملون في أعمال غير منظمة، وتراكمت عليهم الديون.
أزمات وضغوط
بدوره، اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل الأردني وعضو البرلمان السابق، أن المواطن الأردني يمر بالكثير من الأزمات والضغوط والشدائد التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، وقد تأثر المواطن سلبًا باتجاه الحالة النفسية والفسيولوجية، غير أن الاستجابة للضغوط متفاوتة باختلاف الأشخاص وحالاتهم.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حالات الانتحار المنتشرة في الأردن لا تعد ظاهرة شائعة، وتعتبر ضمن النسب الطبيعية العالمية أو أقل منها، لكن هذه الظاهرة أخذت بالظهور الناتج عن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك وتويتر، وغيرها والتي تعتبر من الوسائل سريعة الانتشار وسريعة التعليق والنشر.
ويرى الطعاني ضرورة أن تأخذ الدولة على عاتقها دراسة كيفية الحد من ظاهرة الانتحار ومعالجتها اجتماعيًا وصحيًا ودينيًا، ومنع انتشارها بالشكل الواسع، والعودة إلى مجتمع يرنو إلى الأمل والتفائل وحب الحياة.
وكان العام 2018 شهد تسجيل 142 حالة انتحار، و2017 شهد 130 حالة، و120 حالة في العام 2016، و113 حالة عام 2015.
وأبرز الدوافع للانتحار كانت التفكك الأسري والإحباط والفشل والفقر والبطالة والاضطرابات والأمراض النفسية وتعاطي المخدرات.
وتعددت طرق الانتحار فهناك من لجأ إلى شنق نفسه، ومن حرق نفسه، فيما هناك من تناول كميات كبيرة من الأدوية، أو مواد سامة مثل المبيد الحشري، ومن قفز من مرتفع، فيما لجأ البعض لأساليب أخرى.
وبحسب منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، جاء الأردن في المرتبة 11 بين الدول العربية في معدلات الانتحار عام 2016، بنسب بلغت 0.2 لكل 100 ألف نسمة.