وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، صوت أعضاء "حزب العمال" في المؤتمر السنوي العام المنعقد في مدينة برايتون، بأغلبية واضحة مع قرار يدين "النكبة المستمرة في فلسطين، وهجوم إسرائيل العسكري على المسجد الأقصى، والتهجير المتعمد في الشيخ جراح، وحرب إسرائيل على غزة"، ويرحب بتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم إسرائيل.
وقال مراقبون إن القرار مهم ويؤكد بدء العزلة الأوروبية لإسرائيل، مؤكدين ضرورة الضغط الأمريكي والأوروبي لدفع إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأشار الأعضاء إلى قرار صادر عن مؤتمر النقابات العمالية في عام 2020 وصف فيه نشاط إسرائيل الاستيطاني بأنه جزء من جريمة الفصل العنصري الأبرتهايد التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة، داعيا نقابات العمال في أوروبا وكافة أنحاء العالم لـ"الالتحاق بالحملة الدولية لوقف ضم الأراضي وإنهاء نظام الأبرتهايد.
ورحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس بالقرار مؤكدًا أنه بمثابة رسالة قوية للحكومة الإسرائيلية بأن العالم لم يعد يقبل استمرار هذا الاحتلال، وأن العالم يتجه لتبني خطوات لمحاصرة هذا الاحتلال وعزله ومعاقبته.
وأكد عباس أن مثل هذه القرارات، أيضا، هي رسالة أمل لشعبنا ودعم لحقوقه، وتؤكد على أن هذا الاحتلال مهما طال فإن نهايته قد اقتربت، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس "الحزب القومي العربي"، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن "مطالب حزب العمال البريطاني بفرض عقوبات على إسرائيل لا تؤثر كثيرًا على مجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأن الحزب معارض في بريطانيا، لكنه أكد إمكانية أن يؤثر بشكل ما على الرأي العام في بريطانيا، وعلى الأحزاب العمالية في دول الاتحاد الأوروبي".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "إسرائيل ماضية في غطرستها وتعنتها وسياساتها العدوانية الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ عام 1967، وهي غير مكترثة لقرارات الشرعية الدولية".
ويرى كنعان أن "إسرائيل ستمضي في طريقها طالما لم تتخذ الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي قرارا صارمًا وحازمًا بمعاقبة إسرائيل وإجبارها على احترام قرارات الشرعية الدولية وتنفيذها على أرض الواقع".
وأكد أن "الضغط الأوروبي والأمريكي يجب أن يكون باتجاه الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة والعمل على إقامة دولتين؛ دولة إسرائيل ودولة فلسطين جنبا إلى جنب على حدود الرابع من حزيران عام 1967".
بدوره اعتبر زيد الأيوبي، القيادي في حركة "فتح"، أن "تصويت حزب العمال البريطاني في مؤتمره المنعقد في مدينة برايتون جنوب بريطانيا على إدانة جرائم إسرائيل وضرورة معاقبتها تحول تاريخي لصالح القضية الفلسطينية".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "يأتي هذا الموقف من أهم الأحزاب البريطانية والتي من الممكن في أي وقت أن يشكل الحكومة البريطانية وهو ما يعني أن هذا القرار يعد صفعة كبيرة على وجه إسرائيل".
ويرى الأيوبي أن "التحول التاريخي في بريطانيا لمواقف الإحزاب والنقابات هناك وإصدارها لمواقف داعمة لفلسطين مثل موقف حزب العمال الأخير يدل على إحساس البريطانيين بعقدة الذنب من إنشائهم لإسرائيل".
وتابع: "هذا الأمر لا يخدم مستقبل إسرائيل بل أنه "على حكومة إسرائيل أن تراجع نفسها وتراجع سياساتها لأنها إذا أصبحت تحصر في قلب جبهات لطالما كانت مؤيدة لها فهذا يعني إن الغطاء الغربي لإسرائيل بدأ يتآكل وعلى إسرائيل أن تفكر بحماية مستقبلها من خلال وقف جرائمها بحق الفلسطينيين وإنهاء الصراع مع العرب".
وأشار الأيوبي إلى أن "هذا القرار يدلل على اتساع دائرة العزلة التي تعاني منها إسرائيل دوليا نتيجة لتعنتها وإدارة وعدم الانصياع للمجتمع الدولي"، مؤكدًا أن "الموقف يعد نصرا حقيقيا للقضية الفلسطينية ونجاحا للنضال الفلسطيني على الصعيد الدولي بل أنه يؤكد من جديد على أن القضية الفلسطينية هي أعدل قضية في التاريخ، والعالم كله بدأ يقتنع بضرورة إعطاء الشعب الفلسطيني حقه بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد منح إسرائيل مهلة لمدة عام واحد للانسحاب من الأراضي الفلسطينية على حدود 1967.