تعيش تونس مرحلة استثنائية بعد القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو/ تموز من العام الجاري، ولا تزال الإجراءات سارية حتى اليوم بموجب إعلان سعيد تمديدها في وقت سابق.
تكليف الدكتورة نجلاء بودن رحبت به العديد من الأطراف، غير أن الأغلبية تترقب ما قد يترتب على هذه الخطوة على مستويات الأزمة، التي تأتي في مقدمتها الأوضاع الاقتصادية وحالة الاحتقان السياسي الحالي.
فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في تونس بلغ معدل التضخم 5.7% خلال شهر يونيو/ حزيران 2021، وتجاوز حجم الدين العام 100% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتتفاوض تونس مع صندوق النقد الدولي للحصول على 4 مليارات دولار، فيما تقترب نسبة البطالة من 18%.
في البداية قالت وزيرة المرأة السابقة نزيهة العبيدي، إن تكليف نجلاء بدون على رأس الحكومة مكسب لنساء الوطن العربي ولنساء تونس.
وأوضحت أن الخطوة بمثابة اعتراف من رئيس الجمهورية بكفاءة المرأة في كافة المجالات، وأنها خطوة جريئة تفند تراجع ما تحقق من مكاسب في مجال تكافؤ الفرص والمساواة على أساس الكفاءة.
كما وصفت الخطوة بأنها تلبية لمطالب نساء تونس من خلال نضالاتها المتواصلة، وما دعا إليه مجلس النظراء لتكافؤ الفرص من خلال خطته الوطنية، دعما لما نص عليه الدستور في فصليه 46 و21.
وأشارت إلى أن نساء تونس يدعمن رئيسة الحكومة بكافة أشكال الدعم، خاصة أن نجاح مهمتها يعني فتح الآفاق لكل الكفاءات النسائية.
برؤية أخرى تقول بشرى بلحاج حميدة رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة السابقة، إن رئيسة الحكومة ستواجه أكثر التحديات نظرا للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي.
وترى حميدة في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الخطوة تمثل ركزية كبيرة للمرأة التونسية والعربية والإسلامية حتى تستبطن المجتمعات حق النساء في الولوج إلى أعلى مراكز القرار.
وترى البرلمانية السابقة أن فرص نجاحها مرتبطة بالفريق خاصة إذا كان على درجة من الكفاءة والنزاهة ويعمل في انسجام وتنسيق وتضامن في إطار الصلاحيات المحددة بالدستور كما تولى تقليصها الرئيس.
في الإطار ذاته قالت البرلمانية السابقة هاله عمران، إن الخطوة بمثابة إنجاز كبير للرئيس الحالي، لم يتجرأ أي من أسلافه عليها.
فيما يتعلق الخطوات المرتقبة، أشارت عمران في حديثها لـ"سبوتنيك"، إلى أنه من الناحية السياسية لا أحد يعرف عن رئيسة الحكومة الكثير، حيث يترقب الجميع تركيبة الحكومة، والبرنامج، وكذلك الخطاب الأول الذي يمكن أن يكشف عن نهجها وقدرتها السياسية.
وشددت على أن المرحلة الحالية صعبة بدرجة كبيرة، وأن الأغلبية تتمنى لها النجاح ليس بكونها امرأة، لكن من أجل عبور تونس الأزمة الراهنة.
وأعلن الرئيس تونسي قيس سعيد، أمس الأربعاء، تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة الجديدة، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ تونس الحديث.
وأكدت الرئاسة التونسية أن قرار سعيد جاء "وفقا للأمر الرئاسي 117 لسنة 2021 والمؤرخ في 22 سبتمبر 2021، والمتعلق بالتدابير الاستثنائية"، لكن يتساءل الجميع عن المرأة التي دخلت التاريخ كأول سيدة تتولى منصب رئاسة الحكومة.
نجلاء بودن حرم رمضان، من مواليد 1958 أصيلة ولاية القيروان، وهي أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، ومختصّة في علوم الجيولوجيا.
وشغلت نجلاء مناصب عدة في وزارة التعليم، منها تعيينها بمنصب مكلفة بمهمة في ديوان وزير التعليم العالي الأسبق شهاب بودن في حكومة الحبيب الصيد سنة 2015.
وحاليا تتولى منصب مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتم تكليفها إثر الثورة، في 2011، بمنصب مديرة عامة مكلفة بالجودة في الوزارة ذاتها، وسبق لها وشغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف في نفس الوزارة.
هاجم حزب العمال التونسي تكليف الرئيس قيس سعيد أمس نجلاء بودن لرئاسة الحكومة التونسية الجديدة.
وقال حمة الهمامي أمين عام حزب العمال، في تصريحات لإذاعة "الجوهرة إف أم"، نقلها موقع "نسمة" إن حكومة بودن صنيعة قيس سعيد وهي "استكمال للانقلاب".
طالع أخبار تونس اليوم عبر سبوتنيك