وتعرض المواطنين ومنازلهم إلى هجمات من المستوطنين في المفقرة، واللتواني، ولاصيفر، وأم الطوبا في مسافر يطا جنوب الخليل، وحطموا عددا من مركباتهم وألواحا للطاقة الشمسية، واقتلعوا عشرات الأشجار وأتلفوا المزروعات، وفقا لصحيفة القدس.
وصرح عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران بأن "تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية ينبئ بأنها متجهة نحو المواجهة الشاملة مع الاحتلال".
ونقلت صحيفة االقدس عن منسق اللجان الوطنية والشعبية جنوب الخليل راتب جبور، قوله إن الأهالي حاولوا صد هجوم المستوطنين ومنعهم من الاعتداء عليهم وتخريب ممتلكاتهم ما أدى الى إصابة عدد منهم برضوض وكدمات مختلفة، من بينهم طفل أصيب برضوض وكدمات في رأسه وظهره.
وأطلقت القوات الإسرائيلية التي وفرت الحماية للمستوطنين قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب المواطنين، ما أدى الى إصابة العشرات منهم بالاختناق، كما اعتقلت مسنّين من خربة المفقرة.
وأكد الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، أنه تم "تصفية" 5 فلسطينيين، على الأقل، في تبادل لإطلاق النار في عدة نقاط في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وقتها، إن قتل الفلسطينيين الخمسة يأتي كجزء من عملية اعتقالات واسعة النطاق ضد نشطاء حركة حماس في الضفة، في وقت يستعد الجيش لإمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة على خلفية سقوط القتلى في الضفة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران في حوار متلفز، إن تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية ينبئ بأنها متجهة نحو المواجهة الشاملة مع إسرائيل.
أكد مصباح أبوكرش، المحلل السياسي والأمني الفلسطيني أن من الواضح تماما بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة نيفتالي بينت يسعى لتقديم نفسه للجمهور الإسرائيلي بشكل مختلف تماما عن تلك الصورة الهزيلة التي ظهرت عليها حكومة نتنياهو.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، وذلك من خلال أحداث حي الشيخ جراح بالقدس والأحداث المصاحبة لها وصولا لأحداث معركة سيف القدس والتي توقفت دون أن يشعر هذا الجمهور بأن الأمور على ما يرام بالنسبة لهم؛ فالمعركة توقفت على صوت تهديدات أبوعبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، وهذا ما دفع بينت لمحاولة استثمار ذلك بهدف تثبيت حكومته الهشة من خلال السماح للمستوطنين بتحركات استفزازية أكبر في الضفة الغربية والتي كان أحدها ما حدث مؤخرا في الخليل تحت حراسة وتأمين إسرائيلي لهذه الاعتداءات كما جرت العادة.
ويرى أبوكرش أن الصدام بين إسرائيل وفلسطين قد يصل لأعلى مستوياته وخاصة بين فصائل المقاومة في غزة وهذا المحتل؛ فأبرز الملفات التي تهم الطرفين تدار فوق صفيح تناقضات ساخن ومنها ملف فك الحصار عن غزة وملف مفاوضات تبادل الأسرى هذا من جانب، أما من جانب آخر فإن أي اتفاق تهدئة طويل المدى وحسب المعطيات الميدانية الحالية يجعلنا نفترض عدم إمكانية تحققه بنجاح ما لم تسبقه مواجهة عسكرية من العيار الثقيل بين الطرفين.
وتابع: "هذا كله يمكن أن يحدث في حال اقتنعت الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن وعلى عكس موقفها الحالي بأنه لا بد من حدوث هذه المواجهة العسكرية في ظل فشل خياراتها المستخدمة حاليا والتي نستبعد منها استخدام الخيار العسكري".
فيما يخص الضفة - والكلام لا يزال على لسان المحلل الفلسطيني- فالرهان الفلسطيني كبير على ساحتها وعلى أمل تحقيق تقدم ملموس في عملها المقاوم؛ وخاصة أن النجاح في تحقيق ذلك في مرحلة كهذه سيتسبب في إرباك حسابات إسرائيل بشكل كبير، لكن وللحكم على حقيقة أوضاع فصائل المقاومة في الضفة ومدى إمكانية نجاحها في تحقيق المرجو منها ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت للحكم على ذلك فالأوضاع الأمنية هناك معقدة كثيرا وكلنا أمل أن يكون المقاومون هناك قد نجحوا في تجاوز الكثير من هذه العقبات الأمنية وأصبحوا على أبواب تنفيذ عمليات فلسطينية بطولية لا تتوقف إلا بدحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية.
بدوره اعتبر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية، من اقتحامات للمسجد الأقصى وحملة الاعتقالات وعمليات التوغل والقتل، ينذر بنية مبيتة لدى إسرائيل بالتصعيد والعدوان على مدن الضفة والقدس.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي الهجوم بعد تحطيم الأسرى الستة الذين نجحوا في الهروب من سجن جلبوع قبل عدة أسابيع لأسطورة الأمن السيبرالي لإسرائيل، والتي طالما تغنت بها على الدوام.
وأوضح شعث أن الآونة الأخيرة ازداد التوغل الإسرائيلي، وازدادت الاقتحامات للمسجد الأقصى ووتيرة الاستيطان والاعتقالات، وكذلك زيادة عمليات القتل في صفوف الشعب الفلسطيني.
وأكد المستشار الفلسطيني أن الشعب سيواصل صموده، وسيتصدى بكل قوة لكافة الاعتداءات وسيدافع عن أرضه مهما ازدادت التضحيات والمعاناة.
والأحد الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن نحو 651 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية الشرطة والجيش الإسرائيليين.
وأكدت الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أن المستوطنين المقتحمين أدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد الأقصى، بالتوازي مع إبعاد الشرطة الإسرائيلية المصلين من مسارات المستوطنين لتسهيل عملية الاقتحام.
وكانت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، قد ذكرت أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم إنشاء معابد يهودية في مستوطنات الضفة ومناطق أخرى في البلاد، وطرحها ضمن خطة "الأولويات الوطنية" للحكومة.
وقبل أشهر، شهدت كل من نابلس وجنين في الضفة الغربية، مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي، الذي استدعى تعزيزات كبيرة، أطلقت النار على الشبان الفلسطينيين.
>>يمكنك متابعة المزيد من أخبار فلسطين اليوم.