لم تعترف أي حكومة أجنبية حتى الآن بحكم حركة طالبان، لكن قبضتهم على السلطة داخل البلاد لم تتعرض لأي اعتراض بعد سبعة أسابيع من استيلائهم على العاصمة.
قال خليل حقاني، الوزير الجديد لشؤون اللاجئين، الذي صنفته الولايات المتحدة عام 2011 على أنه إرهابي، مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يرشد عنه: "هذا هو اليوم الذي انتظرناه"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
وبينما يضع بندقيته بجواره، أضاف حقاني وهو زعيم بارز في شبكة "حقاني" المسلحة التي أسسها شقيقه جلال الدين: "لقد حققنا هدفنا، لكنه يتطلب الحماية. نصيحتي للعالم هي أن يتركوا أفغانستان إلى أفغانستان"، مؤكدا أن البلاد لديها "مستقبل مشرق" على الرغم من تجنب المانحين الدوليين.
تضاءلت الاحتجاجات السابقة ضد "الحكومة المؤقتة" لطالبان - التي تقودها نساء - منذ حظر التظاهرات غير المصرح بها، لكن تجمع النصر الرسمي اليوم في بلدة كهدامان في الضواحي الجبلية بالعاصمة، حضره 1500 رجل وصبي.
وبجوار مقاتلي "طالبان" الذين يرتدون معدات قتالية ويحملون بنادق هجومية، تحدث مسؤولون وقادة بارزون في الحركة أمام الحضور، فيما اعتبروه احتفلا بالنصر على الولايات المتحدة الأمريكية.
وحث أحد المتحدثين الحشد على "احترام الشيوخ" لأنهم كانوا "المجاهدين الذين قاتلوا ضد السوفييت" في الثمانينيات. وقال آخر تم تقديمه باسم رحمة الله، إن انتصار الحركة كان "نتيجة هؤلاء الشباب الذين وقفوا في طوابير للتسجيل لشن هجمات انتحارية".
في المسيرة، طاف موكب من المقاتلين يحملون الأعلام والأسلحة - بما في ذلك قاذفات الصواريخ - حول الحشد، فيما لوح أنصار غير مسلحين بملصقات محلية الصنع، وراقب الشيوخ المكوب من تحت مظلاتهم.
مع وصول الجماهير، ترددت أصداء الموسيقى التي تخلد انتصارات "طالبان" في جميع أنحاء الموقع حيث وقف عشرات المقاتلين المدججين بالسلاح وبزي القتال العسكري، ورددوا في واحدة من أغنياتهم: "أمريكا مهزومة، مستحيل.. مستحيل! لكنه أصبح ممكنا".