حول حقوق الإنسان في اليمن والانتهاكات التي يتعرض لها والحقوق القانونية ومبادرات السلام والأسرى وغيرها من الملفات أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع أحمد عرمان، وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وإلى نص الحوار...
بداية، لماذا رحبتم برفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التمديد للخبراء العاملين في اليمن؟
الفريق الأممي الذي تم تشكيله في العام 2017 يفتقد إلى المهنية ومارس أعماله بشكل منحاز فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وبالتالي كان يقوم بإعداد تقارير منحازة وغير حيادية وغير مهنية، كما أن الحوثيين "أنصار الله" اعتبروا أن التمديد لهذا الفريق يعد تشجيع لهم ع على الاستمرار في ممارساتهم المخالفة لكل القواعد الإنسانية، ولو كان الفريق يقوم بعمله بشكل مهني لم تكن هناك مشكلة في التمديد له، ومن البداية عند تشكيل الفريق، لم يتم الالتزام للمعايير الأممية، وتم إعتماد معايير سياسية في التعيين بعيدا عن المعايير الدولية المتعلقة بالنزاهة والحيادية والمهنية والاستقلالية.
ولماذا اعتبرتم هذا الرفض الدولي انتصارا لكم؟
هذا الأمر يعد رسالة للحوثيين للتوقف عن جرائمهم، حيث كانوا يعتبرون وجود هذا الفريق ضوء أخضر للتمادي في سياستهم وغض الطرف عن الكثير من أفعالهم.
هل هذا الرفض من جانب مجلس حقوق الإنسان يمثل أحد أدوات الضغط على "أنصار الله" للقبول بمبادرات السلام والوساطات الدولية؟
هذا ما يفترض أن يحدث بعد تلك الرسالة، ويجب على المجتمع الدولي ممارسة مزيد من الضغوط الأكثر فعالية.
هناك اتهامات متبادلة بينكم وبين أنصار الله..كل طرف يتهم الآخر بعرقلة جهود السلام.. من هو الطرف المعرقل؟
اتهامنا بعرقلة جهود السلام غير صحيح، فمن يهاجم ويرفض وقف إطلاق النار في كل مناطق اليمن هم الحوثيين، من يستهدف المدنيين والمنشآت اليمنية هم الحوثيين، هذا هو الواقع على الأرض وهو أيضا سبب خلافنا مع فريق الخبراء الذي كان يجاملهم، فمن يحاصر اليوم مديرية العبدية بمحافظة مأرب يهاجم يوميا بقية المحافظات في مأرب والحديدة وتعز ولحج و هم الحوثيين، لذا يجب الضغط على من يهاجم من أجل وقف إطلاق النار، وهذا أبسط شىء، أما أن يطلب من الشرعية أن توقف هى الحرب، هذا غير منطقي.
إذا كنتم تريدون السلام..لماذا لم توافقوا على فتح مطار صنعاء؟
لقد أطلقنا عدة مبادرات من أجل فتح مطار صنعاء بشرط اتخاذ عدد من الإجراءات لمنع استخدامه في تهريب السلاح والعمليات العسكرية و الخبراء، لا يمكن أن السماح باستخدام المطار لتهريب السلاح وإطالة أمد الحرب.
يرى البعض أن الشرعية لن تستطيع تحقيق السلام الشامل، لأنها عاجزة عن تحقيقه بين مكوناتها.. ما رأيك؟
لا أحد ينكر أن هناك خلافات بين مكونات الشرعية والقوى المقاومة للحوثيين، لكن في نفس الوقت كل هذه القوى لديها موقف موحد ضد الحوثيين.
تتهمون أنصار الله بانتهاك حقوق الأطفال منذ فترة طويلة.. هل حققت تلك الاتهامات نتائج تذكر؟
نحن لا نوجه اتهام فحسب، بل تم جمع الكثير من الادلة على قيام الحوثيين بتجنيد واستخدام الآلاف من الأطفال في أعمالهم القتالية، وهذا ما أكده تقرير الأمين العام مؤخرا بشأن استخدام الأطفال في النزاع المسلح، كما تسبب الحوثيين في قتل وتشويه وإصابة الألاف من الأطفال في مختلف المحافظات.
بعد عودة رئيس الحكومة إلى عدن.. هل هناك استراتيجية جديدة لوزارتكم بشأن حقوق الإنسان في مناطق الشرعية؟
بكل وضوح الحكومة تواجه تحديات وليست سهلة، لأننا نتحدث عن إنشاء دولة من الصفر، نظرا كانت المؤسسة مركزية بشكل صارم في صنعاء التي تخضع لسيطرة سيطرة الحوثيين، وبقية مناطق اليمن لم يكن بها غير فروع صغيرة دمرتها الحرب، ولو تصرفنا بنفس المنطق الذي يتصرف به الحوثيون لحدثت الكثير من الكوارث، لكن لدينا استراتيجية يجري إعدادها بشكل كامل من أجل بناء الدولة واستعادة دورها.
هل هناك تعاون بينكم وبين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية؟
هناك تعاون مع المنظمات الدولية وإن كان هناك تباين في وجهات النظر في بعض القضايا، لكننا متفقين في الكثير من الملفات.
كيف تعمل وزارتكم في ظل الشكوى من عدم الاستقرار الأمني وحدوث الكثير من الانتهاكات؟
هذه هى طبيعة الحرب، وكلما طالت الحرب زادت الانتهاكات، ومع ذلك هناك آليات يتم التعامل بها مع تلك الانتهاكات، حيث يجري تفعيل عملية التواصل مع النائب العام وأجهزة الأمن والشرطة والقوات الموجودة على الأرض، فإذا تقدم مواطن بشكوى سوف يتم التحرك فورا وإبلاغ السلطات المعنية.
هناك اتهامات بانتهاكات لحقوق المرأة في الجنوب.. ما حقيقة ذلك؟
لا يمكن مقارنة ما يحدث في المناطق المحررة بما يحدث في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين من انتهاكات، من حيث العدد ونوع ومنهجية الانتهاكات، يحتجز الحوثيين تعسفا ويخفون قسرا المئات من النساء في سجونهم.
ماذا عن عمليات تبادل الأسرى والوساطات القبلية؟
لم تتوقف الوساطات القبلية والمحلية وكانت هناك صفقة تبادل منذ أيام قليلة، وسوف نطلق مبادرة الكل بالكل عما قريب، بعد أن توقفت بسبب قيام الحوثيين بإعدم 9 من الأسرى بحجة مشاركتهم في مقتل الصماد، وهناك توثيق لكل الجرائم التي يقوم بها الحوثيين سواء بشكل رسمي أو من منظمات مدنية وسوف يتم محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.
ما هي رسالتكم لليمنيين والعالم؟
الرسالة الأولى للمجتمع الدولي، إذا كان حريصا فعلا على إيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن، فلا يمكن أن يتم ذلك إلا عبر مزيد من الإضعاف و التهميش للدول ومؤسساتها على حساب تمكين العصابات المسلحة، ويجب الضغط على الحوثيين المعرقل الحقيقي لكل فرص تحقيق السلام في اليمن، َولا يجب منحه فرصة تلو الفرصة، ويجب عليه فورا التدخل لرفع الحصار عن مديرية العبدية جنوب محافظة مأرب التي تضم أكثر من 35 ألف نسمة.
الرسالة الثانية، لكل اليمنيين، يجب توحيد الصفوف لمواجهة عصابة الحوثيين المسلحة التي تهدد حاضر ومستقبل ملايين اليمنيين وتتسبب في مزيد وإطالة أمد المعاناة.
الرسالة الثالثة، للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، تحتاجون لوقفة إنسانية جادة مع ما يجري في اليمن.
أجرى الحوار- أحمد عبد الوهاب.