لقاح "سبوتنيك V" الروسي... ما هي أعراضه وكيف يعمل؟

حصل لقاح "سبوتنيك V" الروسي على عدد كبير من الموافقات الحكومية، وتم اعتماده في أكثر من 65 دولة يتجاوز إجمالي عدد سكانها أكثر من 3.5 مليار نسمة، منذ تسجيله في وزارة الصحة الروسية في أغسطس/ آب 2020، ليصبح حينها أول لقاح في العالم ضد فيروس كورونا.

لقاح "سبوتنيك V" الروسي يعرف بأنه "لقاح ذو ناقلين"، ويتم استخدامه على 3 مراحل أولها إيجاد فيروس غير قادر على التكاثر واستخدامه لنقل المادة الجينية لفيروس كورونا إلى الخلية البشرية.

ويتم نزع جين التكاثر من الفيروس الناقل، الذي يتم استخدامه في نقل جينات فيروس كورونا إلى الخلايا البشرية لتحفيزها على إنتاج الأجسام المضادة، في عملية التلقيج الأولى، التي تمثل المرحلة الثانية.

وتعد عملية التقليح الثانية هي المرحلة الثالثة في عملية استخدام لقاح "سبوتنيك V" المضاد لفيروس كورونا المستجد.

يتكون فيروس كورونا مما يطلق عليه "نتوءات شوكية" يرمز لها بـ "البروتين - إس"، وهو الجزء الذي يتم فصله عن الفيروس ونقله إلى الخلايا البشرية على متن اثنين من النواقل، ولهذا السبب يطلق على "سبوتنيك V" "لقاح ذو ناقلين".

يحتوي "لقاح سبوتنيك V" على جرعتين كل منهما فيها أحد الناقلين، وعندما يحصل الإنسان على الجرعة الأولى من اللقاح يقوم الناقل الأول "AD 26" بإدخال الجين الخاص بفيروس كورونا، الذي يرمز له بـ "البروتين - إس" إلى الخلية البشرية.

عند وصول "البروتين - إس" إلى الخلية البشرية يبدأ في إنتاج أجسام مضادة يمكنها التعرف على فيروس كورونا وتدميرها إذا وصلت إلى جسم الإنسان، وهو ما يعني امتلاك الجسم مناعة ضد الفيروس.

بعد الجرعة الأولى بـ 21 يوما، يحصل الإنسان على الجرعة الثانية التي تحتوي على الناقل الثاني "AD 5" وعلى متنه الجين الخاص بفيروس كورونا المعروف بـ "البروتين - إس"، حيث يقوم بإنتاج المزيد من الخلايا المضادة التي تساهم في تحفيز الاستجابة المناعية للجسم وتزيد مدى فاعلية اللقاح.

أعلنت روسيا في أغسطس/آب 2020، إنتاج أول لقاح في العالم، مضاد لفيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي، وأصبح أحد أفضل 3 لقاحات عالمية تزيد فاعليتها عن 90 في المئة.

الدول المصنعة للقاح "سبوتنيك" هي:

ألمانيا - الأرجنتين - صربيا - بيلاروسيا - إيطاليا - كوريا الجنوبية - البرازيل - الصين - تركيا - السعودية - إيران - الهند - كازاخستان

وشارك أكثر من 31 ألف متطوع في الدراسة السريرية التي جرت بعد تسجيل "سبوتنيك V" في روسيا، وبعدها وصل عدد الشركات المصنعة للقاح إلى 20 شركة في 13 دولة يمكنها إنتاج لقاحات تكفي لتطعيم 800 مليون شخص سنويا.

وتجري الهند والإمارات وفنزويلا وبيلاروسيا الطور الثالث من الدراسات السريرية للقاح، بحسب "موقع سبوتنيك فاكسين" الروسي، الذي أوضح أن الأرجنتين بدأت تصنيعه محليا.

يقول موقع "سبوتنيك فاكسين" إنه لم يتم تسجيل أعراض سلبية خطيرة بعد التطعيم بلقاح "سبوتنيك V"، بينما شهدت روسيا تراجعا في معدلات الإصابة بفيروس كورونا منذ بدء حملة التطعيم باللقاح في روسيا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويقول معهد أبحاث "غامالي" الروسي إن تصنيع لقاح "سبوتنيك V" يعتمد على تقنيات  من 4 مراحل لضمان أعلى معدلات الأمان في استخدامه.

وبحسب تقرير المعهد، في أبريل/نيسان الماضي، فإن حجم الحمض النووي "دي إن إيه" في لقاح "سبوتنيك V" لا يتجاوز 10 في المئة من حجم الحمض النووي في لقاحي فايزر ومودرنا، على سبيل المثال.

ويؤكد ذلك ما أعلنته حكومة هنغاريا، في أبريل الماضي، حول مستوى أمان 5 من اللقاحات التي تصرح باستخدامها، مؤكدة أن معدل أمان لقاح "سبوتنيك V" هو الأفضل.

تستخدم روسيا لقاح سبوتنيك V، وهي الدولة التي اكتشفت اللقاح وقامت بتصنيعه، العام الماضي، قبل أن يتم الإعلان في فبراير/ شباط الماضي، عن إطلاق عملية إنتاج اللقاح في دول أخرى: كوريا الجنوبية والهند والبرازيل وكازاخستان.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح لقاح "سبوتنيك V" متوفرا في أكثر من 67 دولة حول العالم، بينها دول في أمريكا الشمالية والجنوبية، ودول في الشرق الأوسط، إضافة إلى دول أوروبية وأفريقية وآسيوية.

رغم نسبة الأمان العالية للقاح الروسي سبوتنيك V، إلا أن هناك مجموعة من الأعراض الجانبية الشائعة، التي تظهر على بعض مستخدمي اللقاحات، أخطرها الوفاة.

وتؤكد ذلك إحصاءات رسمية من 13 دولة تم جمعها منذ 19 أبريل الماضي، تؤكد أن هناك أكثر من 2400 حالة وفاة بين الحاصلين على لقاحي شركتي "فايزر" و"بيونتيك". 

وهناك آثار جانبية شائعة تظهر على بعض الأشخاص عند أخذ لقاح كورونا، أبرزها ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الصداع والشعور بالإجهاد وحدوث آلام في العضلات.

ويضاف إلى تلك الأعراض أعراض أخرى يطلق عليها "ذراع كوفيد"، تتمثل في حدوث طفح جلدي واحمرار للجلد.

بعض الأسئلة أصبحت شائعة على الإنترنت، عن اللقاحات ومنها أسئلة خاصة بلقاح سبوتنيك V، بعضها يبحث عن إجابات عن الموافقات التي حصل عليها وإمكانية استخدامه للأطفال، إضافة إلى أسئلة عن علاقته بالعقم.

تم تسجيل لقاح سبوتنيك V بواسطة وزارة الصحة الروسية في أغسطس 2020، ليصبح أول لقاح مضاد لفيروس كورونا في العالم.

ومنذ ذلك الحين تم تسجيله والموافقة على استخدامه في 67 دولة حول العالم، بعدما ثبت أنه من أفضل 3 لقاحات مضادة لكورونا في العالم.

ولم يقتصر الأمر على الموافقة على الاستخدام، بل طلب عدد من الدول تصنيعه محليا وأبرزها الإمارات والهند والبرازيل.

تشير نتائج الاستبيان الخاصة بالمتطوعين المشاركين في اختبارات لقاح "سبوتنيك V" إلى أنه تم استبعاد الشباب الذين يخططون للإنجاب خلال 6 أشهر، ضمن خطوات احترازية.

وقرر معهد "غامالي" الروسي السير بحذر في هذا الاتجاه، رغم أنه لا توجد أي مؤشرات تقول إن اللقاح يؤثر على القدرة الإنجابية بصورة أو بأخرى.

يقول معهد "غامالي" الروسي لأبحاث الأوبئة إن إصابة من يحصلون على اللقاح بفيروس كورونا المستجد، واردة بنسبة 8 في المئة من الذين تلقوا اللقاح، لكنه أكد أن هؤلاء الأشخاص لن يتعرضوا للعواقب الوخيمة للمرض، التي يمكن أن تظهر على من لم يحصلوا على اللقاح.

في فبراير/شباط، أكد معهد "غامالي" أن اختبار لقاح "سبوتنيك V" على الأطفال يختلف باختلاف الفئة العمرية، مشيرا إلى أنه كلما كان السن أصغر كلما قلت الجرعة، وأنه يمكن تطوير تقنية خاصة بأخذ اللقاح عن طريق الأنف.

وفي مايو/ أيار الماضي، توقع مدير معهد "غامالي" الروسي ألكسندر غينسبرغ،  أن تبدأ دراسة إعطاء لقاح كورونا للأطفال في وقت قريب.