تشير الدراسات إلى أن أهم التغيرات التي تطرأ على دماغ الإنسان بشكل عام، هي التغييرات الناتجة عن الإصابة بالخرف، المرض الذي يصفه العلماء بـ"المرض الذي لا مفر منه للجميع".
يعتبر الخرف عبارة عن اضطراب خطير له عامل خطر واحد لا مفر منه بالنسبة للجميع، وهو التقدم في السن بكل بساطة.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن تتضاعف حالات الخرف ثلاث مرات بحلول عام 2050، وذلك لأن الكثير منا يتقدم في السن، بالتزامن مع ازدياد معدل العمر بسبب تقدم خدمات الرعاية الصحية.
ويعتبر مصطلح "الخرف" عبارة عن مصطلح شامل للعديد من اضطرابات الدماغ المختلفة، والتي تنطوي على تغييرات في الذاكرة والتفكير والشخصية والتحكم التي تتداخل جميعها مع قدرة الشخص على العمل ومتابعة حياته بشكل سليم.
ويعد مرض الزهايمر من أكثر أشكال الخرف شيوعًا، حيث يصيب حوالي 6.2 مليون شخص في أمريكا فقط، حيث تعد الشيخوخة هي عامل الخطر الأول للإصابة بمرض الزهايمر.
ونشرت مجلة "Eat This, Not That" الأمريكية مقالا أشارت فيه إلى وجود علامات مبكرة تنذر بإصابة الإنسان بالخرف، حيث من الممكن أن تنبه هذه العلامات المصابين من أجل اتخاذ خطوات جدية لبدء العلاج وتلافي تدهور الحالة.
1- ملاحظات في الذاكرة لا بد أنك شعرت بها
تعد مشاكل الذاكرة من أكثر أعراض الخرف شيوعا لدى أغلب المصابين حيث يواجه الشخص المصاب بالخرف صعوبة في تذكر الأحداث والأسماء، وهي ملاحظة قد يرصدها الجميع تقريبا، حيث يصعب تذكر أسماء الاشخاص أو الأماكن.
بالإضافة إلى ذلك قد ينسى المصابون المكان الذي تركوا فيه أشياء معينة، ويكونون غير قادرين على تتبع خطواتهم وتذكر المكان الذي تركوا فيه هذه الاشياء
وعلى الرغم من أن النسيان هو سمة طبيعية للشيخوخة، ولكن إذا بدأت مشاكل الذاكرة في التأثير على حياتك اليومية، يجب عليك استشارة الطبيب المختص في أقرب وقت ممكن.
قد يواجه الشخص المصاب بالخرف صعوبة في تذكر الكلمات الصحيحة أو متابعة محادثة، الأمر الذي قد يضطره إلى البحث عن بدائل للكلمات من أجل التوضيح، أو يلتف حول الكلمة في محاولة تذكرها.
وعلى الرغم من أن هذا العرض قد يكون خفيفا إلا أنه من الممكن تتبعه ورصده بسهولة من قبل الشخص المصاب بالتدهور المعرفي أو الأشخاص من حوله.
يتسبب الخرف أحيانا في إصابة الشخص المصاب بصعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن أو التنسيق أثناء المشي.
يفقد المصابون أحيانا توازنهم كما يعانون من صعوبة تقدير المسافات وإسقاط الأشياء من دون قصد، الأمر الذي يعرضهم للارتطام بأثاث المنزل أحيانا، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا.
وقد يكون هذا الارتطام خطيرا ويودي بحاتهم عند عبور الشوارع المزدحمة، وهي إحدى الحوادث المؤسفة التي تودي بحياة الكثير من المعمرين.
تعد مشاكل تذكر الأماكن أو تذكر الطرق من العلامات المبكرة للخرف، حيث يصعب أحيانا تذكر الطريق أو طريق العودة، خصوصا عند الذهاب إلى مناطق جديدة، على سبيل المثال قد يواجه الشخص المصاب صعوبة في تذكر مخرج طريق سريع يستخدم بشكل متكرر أو إيجاد طريقه إلى المنزل من حي مألوف.
يقول الخبراء وعلماء الصحة، إن التغيرات المزاجية أو تقلبات المزاج هي عرض من أعراض الخرف الذي "غالبًا ما يتم تجاهله".
قد تلاحظ على الشخص المصاب علامات عدم المبالاة، ويفقد الاهتمام بالأنشطة التي اعتاد على ممارستها أو الاستمتاع بها.
يشدد الأطباء والخبراء على ضرورة إجراء فحوصات طبية عند رصد إحدى هذه الحالات، حيث من الممكن أن يتم تقليل الإصابة وتخفيفها إلى حد كبير عن طريق الأدوية أو المتممات الغذائية أو عن طريق تغيير نمط الحياة بالتعاون مع الأطباء المختصين.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية
© Sputnik