اعتبرت الجرعات المنخفضة من الأسبيرين، منذ فترات طويلة، من الأدوية التي تقي من أمراض القلب، حيث يمنع الدواء تكوّن جلطات الدم في الشرايين، لكن اليوم، بدأ العلماء بتعديل هذه المعتقدات والتراجع عنها بعد البيانات الجديدة التي توصلوا إليها.
وكانت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا قد أكدت أن أكثر أنواع أمراض القلب شيوعا هو مرض الشريان التاجي، ويحدث هذا النوع من أمراض القلب عندما تصبح شرايين القلب ضيقة أو مسدودة بسبب تراكم الترسبات، الأمر الذي يعيق عملية نقل الأوكسجين في الدم.
وبعد تراكم الكثير من الترسبات في الدم في منطقة محددة تتشكل جلطات الدم خلال محاولة الجسم السيطرة على المشكلة بسبب تراكم اللويحات، حيث من الممكن أن يتسبب ذلك بانسداد الشريان أو الأوعية الدموية بالكامل، مما يمنع الدم من التدفق إلى الدماغ والقلب. وهذه هي الطريقة التي تحدث بها السكتة الدماغية والنوبة القلبية على التوالي.
وبحسب مركز "كليفلاند" الطبي في أمريكا، تصبح جلطات الدم أكثر شيوعًا مع تقدم الإنسان في العمر، خصوصا من عمر 65 عاما وأكثر، لذلك وصف الأطباء على مدى عقود جرعة منخفضة من الأسبرين للمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.
لكن اليوم، بدأ الخبراء في التراجع عن هذه الادعاءات والإجراءات، محذرين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكبر من عدم تضمين الأسبرين في نظامهم اليومي، بحسب "bostonglobe".
توصيات جديدة للأشخاص بعد سن الـ60
ذكرت صحيفة "The New York Times" الأمريكية، أن مسودة الإرشادات الجديدة الصادرة من لجنة الخبراء التابعة للخدمات الوقائية الأمريكية أشارت إلى أنه "لا يجب على الأطباء بعد الآن تقديم هذه التوصية (منح الأسبرين) خاصة لأولئك الذين يبلغون من العمر 60 عامًا وأكثر".
وبحسب المصادر الطبية، فقد استند هذا التحذير إلى "أدلة متزايدة" على أن خطر التعرض لآثار جانبية خطيرة من الأسبرين يفوق فائدة المرء من منحها في هذا السن.
لكن الخبراء شجعوا الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا والمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب ولكن ليس لديهم تاريخ مع المرض، بعد استشارة الطبيب المختص.
وأوصى الخبراء في التحديثات الطبية الجديدة "بألا يبدأ أولئك الذين يبلغون من العمر 60 عامًا أو أكبر بأخذ جرعة يومية من الأسبرين لتجنب المخاطر المحتملة للنزيف في المخ والمعدة والأمعاء".
بدوره، قال مدير طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة هاواي الدكتور، شين وين تسينج، وعضو فريق العمل الوطني الذي يقود البحث في تصريحات نقلتها "التايمز" الأمريكية: "لم يعد هناك بيان شامل مفاده أن كل شخص معرض لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب، على الرغم من أنه لم يصب بنوبة قلبية، يجب أن يتناول الأسبرين"، وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر ذكاء في التوفيق بين الوقاية الأولية والأشخاص الذين سيستفيدون أكثر من غيرهم ولديهم أقل مخاطر التعرض للضرر".
الجدير بالذكر أن الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية (AHA)، كانتا أول منظمتين عالجتا هذه المشكلة، وأصدرتا في عام 2019 إرشادات تنص على أن "جرعة منخفضة من الأسبرين لم تعد موصى بها كإجراء وقائي لكبار السن الذين ليس لديهم أمراض القلب الموجودة أو ليست معرضة لخطر كبير".
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية
© Sputnik