هل تقبل الشرعية بالحوار السياسي حول المحافظة أم تستمر في العمليات الحربية التي تكبدها خسائر يومية بلا مقابل؟
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "الحوثيين" لا يجدون مقاومة حقيقة في معظم المناطق التي يسيطرون عليها، باستثناء بعض المقاومة من أهالي تلك المناطق ومن طيران التحالف في حين أن "الجيش الوطني" كان مشغولا بمعارك أخرى.
وأكد الخبير العسكري أن سيطرة "أنصار الله" على مديرية العبدية بعد سيطرتهم على الجوبة، ناهيك عن المديريات الشرقية الجنوبية، والشرقية الشمالية لمأرب، تعنى أحكام حصار ثلاثي على مجمع مدينة مأرب الكبرى، وبذلك يكون الصراع على مأرب أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحسم لصالح "أنصار الله"، وتكون سلطة " الشرعية" قد خسرت آخر معقل لها في الشمال اليمني.
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني "صنعاء"، العميد عزيز راشد، أنه بعد السيطرة على مديرية العبدية، أصبح الحسم العسكري لجبهة مأرب قاب قوسين أو أدنى، حيث اقترب الجيش واللجان الشعبية من الحسم العسكري الكامل لتلك المعركة تماما، وفي نفس الوقت لا يزال المشروع السياسي للحل السلمي قائم، من أجل تجنب الصدام مع المدنيين أو أن يصابوا بأذى نتيجة المعارك والاقتحامات وقصف المدفعية، وقد يقترف المرتزقة جريمة ويقومون بإلصاقها بالجيش واللجان الشعبية، وهذا ما نتجنبه.
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن المعركة في مأرب ليست قاصرة على المرتزقة وإنما هناك دعم جوي من القوات الأمريكية وتحالف العدوان عن طريق الضربات الصاروخية الجوية والطيران المسير التجسسي، ورغم كل هذا فقد فشلوا في الوقوف أمام الجيش واللجان الشعبية، وهذا الضغط قد يدفعهم إلى الجلوس من أجل الحل السياسي، وسيكون هذا الأمر جديا كلما أقتربت المعارك من الحسم العسكري، وقد تقلصت كل خياراتهم اليوم في الحوار السياسي والمبادرة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الحوار السياسي الذي يجري حاليا، هو مع رؤساء المناطق والمحليات كما جرى مع مديرية العبدية والتي تم تسليمها بدون قتال بعد أسابيع من التوقف عن مهاجمتها تحسبا لوقوع إصابات بين المدنيين، فالمبادرات المحلية تكون لها نتائج ملموسة على الأرض، بينما المبادرات السعودية والأمريكية هي محاولات للمراوغة والحصول على مكاسب وليس من أجل الحل.
وأوضح راشد أن اليمنيين في كل المناطق هم من يحاولون اليوم حل مشاكلهم وتسوية أوضاعهم بعيد عن القنابل التي تضعها الأطماع الخارجية أمام كل سيناريو للتسوية في البلاد، نظرا لأن القرار بوقف الحرب ليس محليا ولا إقليميا وإنما لو كانت هناك جدية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية فسوف تنتهي الأمور، أما غير ذلك فلا حل للوضع في اليمن.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد اتهم "أنصار الله"، الثلاثاء الماضي، بمواصلة حصار مديرية العبدية في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، محذرا من "كارثة إنسانية وشيكة"، جراء نفاذ مخزونها من الإمدادات الطبية.
وقال الإرياني عبر "تويتر": "نجدد التحذير من كارثة إنسانية وشيكة جراء حصار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران المتواصل على مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب منذ قرابة الشهر، ونفاد مخزونها من الأدوية والمستلزمات الطبية وتوقف المعدات في المستشفى الوحيد بالمديرية جراء نفاد مادة الديزل وانقطاع الكهرباء بشكل كامل".
وفي 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، سيطرت جماعة "أنصار الله" على مدينة حريب مركز المديرية التي تحمل ذات الاسم جنوبي مأرب، بعد معارك مع الجيش اليمني، ما مكن الجماعة من قطع إمدادات القوات الحكومية إلى مديرية العبدية المجاورة، خاصة بعد فرض مقاتلي الجماعة طوقا على المديرية، حسب ما أفاد مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك".
وفي المقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/ كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم، وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.
من هو القائد الجديد للقوات المشتركة للتحالف في اليمن
© Sputnik . M.Hassan