فشل الوساطة الفرنسية... ما سر تمسك السعودية بموقفها تجاه لبنان

تساؤلات عدة باتت تطرحها العلاقات بين السعودية ولبنان في الفترة الأخيرة، والتي تغيرت بدرجة كبيرة عن السنوات التي كان يترأس فيها الحريري الحكومة.
Sputnik
الموقف السعودي من لبنان في الوقت الراهن بحسب خبراء يرتبط بوجود حزب الله، إذ يوضح الخبراء أن السعودية لن تقدم أي دعم في الوقت الراهن للبنان في ظل ما يصفونه بـ"سيطرة حزب الله" على المشهد.
الخارجية السعودية: المملكة تتابع باهتمام الأحداث في لبنان ⁧‫
وفي تصريحاته الأخيرة، أعرب وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، عن اهتمام بلاده بتعزيز التقارب مع السعودية، مشيرا إلى أن السلطات السعودية لا تبدي الرغبة في ذلك.
وفي حديث لقناة "الجديد"، قال بو حبيب: "نحن نريد التقارب مع السعودية، لكن هم (السعوديون) لا يريدون ذلك".
على الجانب الآخر، يفسر الخبراء موقف السعودية من الأزمة في لبنان، إذ قال الدكتور أصيل الجعيد، المحلل السياسي السعودي، إن "موقف المملكة العربية السعودية واضح، إلا أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية بلبنان ما دام حزب الله وأعوانه يتصدرون المشهد".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "تصريحات وزير الخارجية تظل في النهاية تصريحات أقوال لا أفعال، وأنها لن تثني الرياض عن موقفها الجاد والحازم تجاه لبنان".
ويرى أن "السعودية لم تتخذ هذا الموقف مع لبنان نظير ما حدث في الأشهر القليلة الماضية، بل نتاج سنوات طويلة".
وأشار إلى أن
"السعودية تقيم علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية بناء على المصالح المشتركة، في حين أن الوضع حاليا في لبنان لا يمثل مصالح مشتركة".
حسن نوايا
الجانب اللبناني يتفهم الموقف السعودي جيدا، خاصة أن المواقف تعد معلنة، في هذا الإطار قال المحلل السياسي اللبناني، وسيم بزي، إن "تصريحات وزير الخارجية الجديد عبدالله أبو حبيب، تعد حُسن نوايا دائمة ومستمرة، للرغبة في العلاقة الطيبة مع السعودية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "العلاقة بين السعودية ولبنان أصبحت مغايرة منذ أزمة سعد الحريري في 2017 حين أعلن استقالته، ومن ذلك الحين لم تعد لبنان أولوية للرياض".
ويرى بزي أن
"الأزمة المالية في لبنان في جزء منها هي نتيجة للحصار المفروض على لبنان بقيادة الولايات المتحدة، وأن المملكة جزء عضوي منه تحت حجة مواجهة حزب الله وتدخله في البلاد العربية".
وساطة فرنسية
وأوضح وسيم بزي أن "المملكة لم تتواصل مع نجيب ميقاتي وحكومته، وأن الرئيس الفرنسي تدخّل شخصيا بطلب من ميقاتي، إذ بادر بالاتصال بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ومن ثم إرسال وزير خارجيته لودريان إلى الرياض، دون أي تغير في موقف الأخيرة".
وفي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وبحث معه المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس" بأن ولي العهد استقبل لودريان، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، كما تم بحث المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.
معضلة حزب الله
باريس: مبعوثون فرنسيون وأمريكيون يصلون السعودية غدا لبحث أزمة لبنان
فيما قال المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري، إن "عبور لبنان لأزمته مرهون بقدرة المسؤولين اللبنانيين على تحديد مسافة اقتراب وابتعاد حزب الله من مخيلتهم السياسية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه "لطالما بقيت هذه المسافة غير واضحة أو ملموسة لديهم، ستستمر الأزمة، وقد تتصاعد بشكل أكثر عنفًا مما هي عليه الآن".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه على
"المسؤولين والتيارات السياسية اللبنانية أن تكون أكثر شجاعة وشفافية ووضوحا في خطابها الذي تتجه به إلى الشعب اللبناني، وأن تُسمي الأمور بمسمياتها، وتطرح على الرأي العام الحقائق الكاملة وراء استمرار الأزمة والمتسبب بها".
ومضى بقوله: "إننا أمام مشهد عبثي بامتياز، وحلول مسكنة أكثر منها علاجات ناجحة، وانتصار للطائفية والحزبية، وغياب للدولة في المشهد بشكل مريع، وجميعها أمور تحتاج إلى حسم بدلا من أجندات إيرانية هي أبعد ما تكون عن صالح لبنان وشعبه".
موقف سعودي ثابت
في الإطار، قال المحلل السياسي، أحمد عوض، إن "السعودية لن تقبل التعامل مع حكومة تسيطر عليها إرادة حزب الله".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "الدعم المالي الذي يطلب من السعودية لإنهاء الأزمة التي تسبب بها حزب الله، في ظل محاولات تغطيتها بغطاء دبلوماسي".
مناقشة