القاهرة- سبوتنيك. وقال يوسف، في حديث حصري لوكالة سبوتنيك، إن "ما قام به (رئيس مجلس السيادة الانتقالي المنحل الفريق أول عبد الفتاح) البرهان انقلاب عسكري كامل، انقلاب على الديمقراطية وتمزيق للوثيقة الدستورية، الاتفاق الذي وقع في أغسطس 2019، والوثيقة الدستورية مُزقت تماما بحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، والاثنان حسب الوثيقة الدستورية تعينهم قوى الحرية والتغيير، وبذلك يكون الانقلاب كاملا، بل ورجوعا إلى الخلف.. للنظام السابق الذي قامت ضده الثورة".
وأضاف يوسف: "القمع الدموي الواسع الذي حدث، أمس ضد الجماهير المحتجة على هذه القرارات والذي ذهب بسببه عدد كبير من الضحايا والمصابين، دليل على بدايات نظام ديكتاتوري قمعي دموي في السودان، لذلك ندعو كل الشعب السوداني للعصيان المدني والإضراب السياسي العام لمواجهة هذا النظام، ولا يوجد حل للشعب السوداني غير الوقوف بصلابة وتنفيذ الإضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط هذا النظام وإلا سيتحول السودان إلى صومال آخر، لأن كمية السلاح في أيدي المليشيات المختلفة خطيرة جدا، وأي ارتفاع للقمع سيولد صراعات دامية، وستكون خسائر فادحة للشعب السوداني".
وتابع: "ليس أمام البرهان الآن غير الخروج من المشهد بالاستقالة أو بالسفر أو بأي طريقة، وتسليم السلطة لحكومة مدنية مقبولة لدى الشعب السوداني".
واعتبر يوسف أن الحالة الشعبية في السودان لن تسمح للبرهان بالمضي في خطواته، قائلا: "حتى الآن ما حدث في مواكب يوم 21 أكتوبر التي نادت بمدنية السلطة كانت تشمل كل مدن السودان، ملايين الشباب والنشطاء خرجوا في مواكب صاخبة في ذكرى ثورة أكتوبر 1964 (التي أسقطت النظام العسكري في السودان وقتذاك)، كانت المواكب في كل مدن السودان تنادي بمدنية السلطة، هذه الحماسة كفيلة بأن يستمر الحراك حتى إسقاط الديكتاتورية الجديدة".
وقلل يوسف من شأن ما يتردد عن انقسامات وسط القوى المدنية، مؤكدا أن "القوى المدنية كانت بينها خلافات بالفعل، قبل الانقلاب، ولكن الآن متوحدة ضد الديكتاتورية، بغض النظر عن الخلافات في السياسات والآراء، الجميع الآن في خندق واحد ضد الديكتاتورية العسكرية، والخلافات متراجعة الآن".
وأشار يوسف إلى دور الضغوط الإقليمية والدولية على البرهان في دعم السودانيين، قائلا: "الضغوط الدولية تلعب بالطبع دور كبير لمساندة الشعب السوداني، ونشيد بتجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي، وهو عامل مساعد ومساندة للشعب السوداني، ونرجو أيضا أن تتخذ الجامعة العربية موقفا مماثلا وتدعم التحول الديموقراطي في السودان، وتساند الشعب السوداني".
وأضاف: "كذلك نرجو من الحكومة المصرية اتخاذ موقف واضح لصالح الشعب السوداني ضد الديكتاتورية العسكرية وضد الانقلاب العسكري".
واستمرت أمس الاشتباكات بالحجارة بين متظاهرين وقوات عسكرية على مدخل جسر شمبات الرابط بين مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
ويأتي هذا بعد إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الإثنين، حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، بعد ساعات من احتجاز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعدد من الأعضاء المدنيين بالسلطات الانتقالية وسط أزمة سياسية حلت بين شركاء الحكم الانتقالي.
وأفادت وسائل إعلام، في وقت سابق من أمس بتحرك عسكري في السودان، بهدف الاستيلاء على السلطة؛ وعن قيام الجيش بوضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية بمنزله، واعتقال وزراء آخرين.
ويعيش السودان حالة من التوتر منذ الإعلان عن محاولة انقلاب فاشلة، الشهر الماضي، وبدأ على إثرها تراشق حاد بالاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني، الذين يتقاسمان السلطة، بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019
وتأتي هذه التطورات مع اقتراب انتهاء فترة رئاسة المكون العسكري لمجلس السيادة الانتقالي، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل؛ حسبما نصت عليه اتفاقية الوثيقة الدستورية، الموقعة في 2019.
>> يمكنك متابعة المزيد من أخبار السودان اليوم مع سبوتنيك.