وقال قرداحي في بيان نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، مساء اليوم الأربعاء، إنه ملتزم بسياسة الحكومة اللبنانية الخارجية خاصة فيما يتعلق "بالحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، لاسيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج واليمن، التي أكن لهم ولشعوبهم عاطفة خاصة".
وأضاف: "أما بالنسبة للحديث الذي أجرته معي محطة "الجزيرة أونلاين"، وبثته منذ يومين، فيعود تاريخه إلى الخامس من شهر آب/ أغسطس، في إسطنبول، أي قبل أسابيع من تشكيل الحكومة وكنت أدليت به بصفة خاصة".
وختم قرداحي بيانه بالقول: "تبقى مسألة الاعتذار، فأنا لدي الشجاعة الأدبية لأن أعتذر عن خطأ ارتكبته أثناء وجودي في الوزارة بصفة رسمية".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، استدعاء السفير اللبناني لدى الرياض فوزي كبارة، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على "التصريحات المسيئة" الصادرة عن جورج قرداحي.
وتم الكشف يوم الاثنين، عن تصريحات أدلى بها قرداحي قبل توليه منصب وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية، ويقول فيها إن جماعة "أنصار الله" اليمنية الموالية لإيران تدافع عن نفسها.
وقال قرداحي في مقابلة متلفزة إن "جماعة أنصار الله تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات".
وأضاف أنه "لا مجال للمقارنة بين جهد حزب الله في تحرير الأرض اللبنانية، وبين دفاع الحوثيين عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي تقوم به السعودية والإمارات".
وتعليقا على هذه التصريحات، أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من "إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن".
واعتبرت الوزارة أن هذه التصريحات "تعد تحيزا واضحا لميليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة".
وأكدت أن هذه التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية استدعاء القائم بالأعمال اللبناني هادي هاشم، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية تتضمن رفض الكويت لتصريح قرداحي، معتبرة إياها "اتهامات باطلة وخروج عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية".
وفي وقت سابق اليوم، قال قرداحي خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للإعلام إنه "لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه"، مؤكدا أن هناك "أحد الوزراء طالبه بالاستقالة".
وأضاف قائلا: "إنني جزء من حكومة متكاملة ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من أنني لست طامحا وراء المناصب وأضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح".
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ بالستية، وقوارب مفخخة تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.