قاعة بتعاون روسي سوري لتعليم "اللغات" في جامعة حلب... صور

من دون سماعة حكيم وأدوات فحص طبية، تحولت إحدى القاعات المكتبية في المعهد العالي للغات في جامعة حلب، إلى "عيادة" من نوع مختلف وبفكرة يتفرد بها المعهد عن نظرائه في سوريا، مفادها معالجة المتعثرين في دراستهم للغات.
Sputnik
ويشرح القائمون على العيادة التي افتتحت أبوابها بحضور رسمي وطلابي، الأهمية الاستثنائية لهذه العيادة التي تجسد فائدة تنعكس على الطلاب الدارسين من خلال اختصاصيين في اللغة يساعدونهم على تجاوز كل الثغرات التي تواجههم في دراساتهم.
ورافق ذلك الحدث في الجهة المقابلة افتتاح قاعة "التعاون السوري والروسي" وتجهيزها بالشكل المثالي لعقد الاجتماعات واللقاءات العلمية.
وتتيح العيادة لأي دارس يواجه بعض المصاعب في فهم القواعد اللغوية واللسانية أو غيرها في تعاطيه مع اللغات، أو ممن لديه نقاط ضعف في مناح دراسية معينة، مراجعة هذا المكان ليجد من يساعده من الاختصاصيين اللغويين على تجاوز كل نقاط ضعفه وتعزيز فهم أفضل في المادة التي يدرسها.
قاعة للتعاون الروسي في (عيادة اللغات) الخاصة بعلاج "المتعثرين" في جامعة حلب
ويروي عميد المعهد العالي للغات في جامعة حلب منذر العبسي لـ "سبوتنيك" ما لها من أهمية وانعكاسات إيجابية، ويرى أنها جاءت تتويجاً لما يقوم به الأصدقاء الروس حسب قوله ويردف:
"لقد قدم الجانب الروسي التقنيات اللازمة والمستلزمات البحثية لها، وجامعة حلب وفرت المقر والمكان والبنك التحتي، ومن هذه القاعة ستنطلق مختلف الأنشطة العلمية والإدارية".
ويلفت الدكتور عبسي الانتباه إلى وجود شعبة خاصة باللغة الروسية تتبع لقسم اللغات الأجنبية في المعهد وفيها ستة مستويات، وعملها يتطور ويلحظ المعهد إقبالاً جيداً في تعلم الروسية بين الطلبة بحيث حلّت من حيث ترتيب الطلب على دراستها بالمرتبة الثالثة تسبقها الإنجليزية ومن ثم الألمانية بالمرتبة الثانية.
قاعة للتعاون الروسي في (عيادة اللغات) الخاصة بعلاج "المتعثرين" في جامعة حلب
القاعة الجديدة في معهد اللغات لا توفر الدراسة للطلبة السوريين فحسب، بل أيضاً بالمقابل تتيح تعليم العربية للطلاب الروس في جامعاتهم عبر وسائط التعليم عن بعد بطرقهم الحديثة، ويتابع: "سيرتبط المدرسون في معهد اللغات عن بعد مع شريحة من الطلبة في ثلاث جامعات روسية ومن أبرزها جامعة موسكو".
من جانبه يجزم أمين فرع جامعة حلب لحزب البعث الأستاذ الدكتور إبراهيم حديد أن العلاقة الطيبة مع روسيا الاتحادية ليست جديدة بل هي تاريخية وتزداد تطوراً وتميزاً، ولاسيما التناغم الثقافي، وهي إحدى الجوانب الثقافية مع الاستمرار بتعميق التعاون المشترك عالمياً وبشكل خاص مكافحة الإرهاب وفرض النظام والقانون الدوليين.
قاعة للتعاون الروسي في (عيادة اللغات) الخاصة بعلاج "المتعثرين" في جامعة حلب
ويعتقد أن القاعة الحديثة للغات ستحدث نقلة نوعية في مجال تطوير التعليم بين طلبة البلدين وتوفير سبل التواصل، ويضيف: "انعكاساتها تزيد عمق المعرفة بالفكر الثقافي بين الطلبة الروس والسوريين في مجال العمل على تطبيق القانون الدولي، وتزيد طلبتنا وعياً، كما وتعرف طلبتهم عن الواقع السوري وما نعانيه من إرهاب على بلادنا وتزيد عمقنا الثقافي والفكري، مع الشركاء بالحرب ضد الإرهاب".
في غضون ذلك يشهد المعهد العالي إقبالاً بتعليم اللغة الروسية للطلاب والمدرسين والمجتمع على حد سواء بعد ما كان عدد المنتسبين ضئيلاً منذ إطلاق شعبة تعليم اللغة الروسية في المعهد بحسب وصف عميده الدكتور عبسي ويقول:
"بداية إنشاء الشعبة التحق ما يربو عن عشرين طالباً أما اليوم يصل العدد لما يناهز 200 من الطلاب الدارسين في الجامعة أو خارجها مع وصولهم لمستويات متقدمة، وهو أمر مشجع ومبشر، وبالمقابل نوفر الرسوم الرمزية وحسوم تشجيعية للطلاب".
ويطمح عميد معهد اللغات إلى مزيد من آفاق التعاون مع الجانب الروسي كإنشاء دراسات عليا ناهيك عن توفر منصة جيدة تخدم تصدير اللغة العربية إلى روسيا وجاء ذلك بعد عقد اجتماعات عن بعد مع الجامعات الروسية بحضور رئيس جامعة حلب لتهيئة كل المستلزمات والكتب في مجالات اللغة العربية لغير الناطقين بها.
مناقشة