وبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، فإن السبب في سعي الرئيس التركي أردوغان للتقارب مع عدوه اللدود أرمينيا، هو أنه يحاول تعزيز نفوذ بلاده في منطقة القوقاز.
ولفت التقرير إلى أن أردوغان أعرب عن إمكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاعٍ استمر 3 عقود، وهو ما رد عليه نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا بالتعبير عن استعداده لإجراء محادثات مع أنقرة، ولكن "دون شروط مسبقة".
وكانت تركيا قد أغلقت حدودها مع أرمينيا في عام 1993، اعتراضا على احتلال أرمينيا إقليم قره باغ، وهي منطقة يعترف المجتمع الدولي بأنها جزء من أذربيجان تم توطين الأرمن بها.
وفي تعليقه على مساع التقارب، قال أرمين غريغوريان، أمين مجلس الأمن في أرمينيا إن وجود مواقف إيجابية من الجانبين يجعل هناك فرصة مستقبلية لبدء مباحثات بشأن فتح الحدود وعودة العلاقات الاقتصادية والعلاقات بين الحكومتين.
ورأت الصحيفة أن ذوبان الجليد بين الجانبين سوف يسمح للعلاقات التجارية والدبلوماسية بترسيخ جذورهما، لكنها استبعدت حدوث مصالحة كاملة.
وفي الإطار ذاته، تقول الصحيفة إن ما يعزز التقارب بين الجانبين هو أن باكو أصبحت حاليا أقل مقاومة للتقدم في العلاقات بين أنقرة ويريفان.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن رئيس أذربيجان إلهام علييف أحبط محاولات سابقة لإصلاح العلاقات بين الجانبين في عام 2009.
ونقلت الصحيفة عن حكمت حاجييف مستشار علييف للسياسة الخارجية إن الوضع قد تغير بدرجة كبيرة عن عام 2009، معتبرا أنه يجب أن تكون هناك علاقات خارجية بين تركيا وأرمينيا.
وأعرب عن أمله في تكون هناك عملية مصالحة أشمل يشارك الجميع فيها وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة.
يذكر أن تركيا وقفت إلى جوار أذربيجان في حربها التي استمرت 6 أسابيع ضد أرمينيا في إقليم قره باغ المتنازع عليه.
وخلال الصراع الذي اندلع العام الماضي وقتل فيه الآلاف ساندت تركيا أذربيجان بالأسلحة ولا سيما بطائرات مسيرة من طراز "بيرقدار"، وهو ما ساعدها في تحقيق نصر حاسم لاستعادة أراضيها.