شروط متبادلة... ما مستقبل المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا مع عودة محادثات فيينا؟

في الوقت الذي أعلنت فيه إيران موعد عودتها لمفاوضات فيينا حول الملف النووي، لم تتوقف التصريحات الأمريكية والإيرانية بشأن شروطهما لعودة التفاوض والوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
Sputnik
دعت إيران أمريكا إلى الإفراج عن 10 مليارات دولار من أرصدتها المجمدة لديها بسبب العقوبات، لإظهار حسن نواياها لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي، بينما أكدت واشنطن ضرورة التزام طهران كشرط للعودة إلى المفاوضات.
أمريكا تتهم إيران بنشر طائرات هجومية في إثيوبيا وتفرض عقوبات جديدة
وأعلن علي باقري كني، كبير المفاوضين النوويين في إيران، عن اتفاق تم التوصل إليه مع مبعوث الاتحاد الأوروبي لبدء المفاوضات قبل نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال كني عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أجرينا حوارًا جادًا وبناءً مع إنريكي مورا، بشأن العناصر الأساسية لنجاح المفاوضات".
وأضاف كني الذي يشغل منصب نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية: "نتفق على بدء المفاوضات قبل نهاية نوفمبر، وسيتم الإعلان عن الموعد الدقيق خلال الأسبوع المقبل".
وكان كني قد التقى، الأربعاء، إنريكي مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء اتفاق 2015 النووي بين إيران والقوى الست الكبرى.
وعبر كني عن رفضه لما أسماه سياسة الضغط التي وصفها بالفاشلة، مؤكدا أنها لن تزيل أي عقبات من طرق المفاوضات.
وقال: "إن استمرار سياسة الضغط الأقصى الفاشلة بالتأكيد لن يزيل أي عقبة في التفاوض، بل سيضيف المزيد إلى تعقيدات المفاوضات الموجودة بالفعل".
اعتبر الدكتور رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس، أن المفاوضات المرتقب استئنافها بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في فيينا، تواجه نفس العقوبات التي أدت فيما سبق إلى توقفها.
إيران تكشف محور محادثاتها الجارية مع الاتحاد الأوروبي
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن إيران لا تزال متمسكة برفض إبقاء العقوبات أو جزء منها، وترفض التوجه الأمريكي وسياسة العقوبات القصوى، كما ترفض أيضا ضم ملفات أخرى إلى محادثات الملف النووي دور إيران في المنطقة أو برنامجها الصاروخي.
وتابع: "في المقابل الولايات المتحدة الأمريكية تبدو مصممة على المضي قدمًا في نفس النهج، والذي يريد أن يكون هناك وقف للأنشطة النووية، وأن بعض العقوبات يمكن أن تستمر حيث جاءت من أجل السياسات الإيرانية في المنطقة، سواء بسبب الميليشيات المسلحة التي تصنفها واشنطن إرهابية، أو بسبب القضايا محل الخلاف بينهما".
 وأكد أن هناك في الكواليس بعض المفاوضات والتي يمكن أن تكون بشكل غير مباشر، لكن على الأقل وبحسب التطورات الأخيرة يبدو أنها لا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن هناك الكثير من العقبات، لا سيما بعد عودة التوتر للمنطقة بين إيران وبين حلفاء أمريكا، مشيرًا إلى أن من المبكر القول إن هذه المفاوضات قد تؤدي إلى نتيجة يأملها الجميع، مثل العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015.
بدوره اعتبر صادق الموسوي، المحلل السياسي الإيراني، أن استئناف المفاوضات بين إيران والقوى العالمية في فيينا، من الطبيعي أن تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن معضلة كون الفريق الجديد الذي سيتفاوض غير السابق، وربما ليس مطلعًا على كافة تفاصيل جلسات الحوار السابقة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الفريق الإيراني الجديد سيكون حذرًا، ولن يشعر بالاطمئنان من المفاوضات، لذلك من الطبيعي أن تكون المحادثات بطيئة، والحذر سيكون مسيطرًا على الفريق الإيراني.
وبشأن الشروط المتبادلة ومستقبل المفاوضات، قال إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تلهث وراء الوصول لاتفاق معين، ولا يوجد لديها أي خيارات أخرى.
أما إيران، والكلام لا يزال على لسان الموسوي، فإنها تتقدم في نسبة تخصيب اليورانيوم، وهذا ما يقلق الغرب بشكل عام، لذلك يستعجلون في عودة إيران لطاولة المفاوضات، ولا يمكن دون تحقيق شروطها.
وتابع: "إيران الآن في موقع القوي، وهذا الموقع يمكنها من طرح شروط بعينها، حتى تحسن من موقعها وموقفها في المفاوضات".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن "شرط الولايات المتحدة للعودة إلى المفاوضات النووية مع إيران هو الالتزام مقابل الالتزام".
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الجمعة، عقوبات على برنامج إيران للطائرات المسيّرة، في مسعى إلى زيادة الضغط على طهران قبيل إعادة إطلاق المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وكانت المحادثات بين إيران والقوى الست الكبرى قد توقفت عند الجولة السادسة، قبيل انتخابات الرئاسة الإيرانية، في يونيو/ حزيران الماضي، والتي فاز فيها إبراهيم رئيسي.
 
>>يمكنك متابعة المزيد من أخبار إيران.
مناقشة