تحذيرات الخبراء حملت إشارات إلى أن الخلايا الإرهابية في تونس كثفت نشاطها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لتنفيذ مخطط ضرب الاستقرار، فيما تتباين الرؤى بشأن العلاقة بين التوترات الحالية في تونس ونشاط الجماعات هناك.
وتشهد المنطقة حالة من عدم الاستقرار خاصة في دولة الجوار ليبيا، التي يتواجد فيها آلاف المرتزقة، والعناصر المتطرفة في أماكن متفرقة. وفي وقت سابق أشارت مصادر ليبية إلى أن هناك عناصر إرهابية ومرتزقة حاولوا الانتقال إلى الأراضي التونسية عبر الحدود المشتركة.
إحباط عمليات إرهابية
وأعلنت تونس، أمس اليوم الجمعة، نجاح قوات الأمن في ضبط خلية إرهابية كانت تخطط لشن هجمات في ولاية تطاوين جنوب شرقي البلاد.
وبحسب بيان لوزارة الداخلية التونسية حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، تمكنت السلطة من ضبط الخلية، إثر عمل مشترك بين وحدات إدارتي مكافحة الإرهاب والاستعلامات والأبحاث في الإدارة العامة للحرس الوطني.
في الإطار، قال باسل الترجمان، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إن النشاط الإرهابي في تونس لم يتوقف منذ سقوط نظام بن علي، حيث يتراوح بين المد والجذر، طوال الفترات الماضية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مخطط ضرب الاستقرار في تونس مستمر، وأن بعض الجماعات تحاول إعادة تشكيل خلاياها، لتنفيذ مخططها. ويرى الباحث التونسي أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية استطاعت الجهات الأمنية إحباط عمليات وإلقاء القبض على خلايا إرهابية كانت تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد.
نشاط داعش
من ناحيته، قال الباحث في الشؤون المغاربية غازي معلي، إن تنظيم "داعش" الإرهابي "المحظور في روسيا"، وكل المجموعات الإرهابية تنشط في تونس رغم العمل الجبار للأمن والجيش التونسيين.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بعض الجيوب موجودة حتى الآن ببعض المناطق، مستبعدا قدرة الخلايا المتواجدة على زعزعة الأوضاع في تونس، إلا أنه يشير إلى خطورتها، وإمكانية القيام بعمليات إرهابية، إلا أن مثل هذه العمليات لا تؤثر على استقرار البلاد، بحسب الباحث.
العائدون من بؤر التوتر
وأشار إلى أن الإرهابيين العائدين من ليبيا وسوريا والعراق، أو جنوب الصحراء يشكلون خطرا كبيرا على الأمن، وأنهم يتصلون بمجموعات خارج تونس، إلا أن الأمن التونسي كما الجيش يسيطر على الوضع.
وأوضح البيان الصادر الجمعة، أن التحركات الأمنية كشفت عن خلية تكفيرية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي نشطت في ولاية تطاوين، وأن أعضائها كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية، مشيرا إلى أن الخلية كانت تخطط لاستهداف وحدات أمنية وعسكرية في الولاية، مستخدمة عبوات ناسفة محلية الصنع، لكن ألقي القبض على عناصرها في ظرف زمني وجيز.
وتمكنت القوات الأمنية من ضبط عبوة ناسفة ومواد تُستعمل في صناعة المتفجرات ومبالغ مالية جمعتها الخلية لتمويل نشاطها.
ولفت البيان إلى إحالة أعضاء الخلية للتحقيق أمام النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، حيث أصدر بحقهم بطاقات إيداع بالسجن.
تنظيمات إرهابية
وتضم منطقة الساحل والصحراء تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، بنحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم "داعش" بقيادة أبو الوليد الصحراوي (الذي قتل سبتمبر/أيلول الماضي) ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل.
أما تنظيم "المرابطون" يبلغ عدد عناصره نحو 700 مقاتل، ومجموعات صغيرة أخرى، إضافة نحو 4 آلاف عنصر من "داعش" على الحدود الليبية في الصحراء، بحسب الخبراء.