فورونيجشير المصادر التاريخية إلى أن العامل الأهم في تأسيس الأسطول الروسي، كان على خلفية الحرب الروسية التركية التي بدأت في عام 1689، التي استمرت دون نجاح ملموس لفترة طويلة، حيث رأى القيصر الروسي أن مفتاح نجاح هذه الحرب هو بناء أسطول روسي، الأمر الذي ساهم بإحداث سلسلة انتصارات روسية.
وبحسب المصدر، كان القيصر الروسي يملك خبرة واسعة ببناء السفن، حيث تم إنشاء حوض لبناء السفن في أرخانجيلسك، بقيادته وإشرافه المباشر في عام 1693، وتم تجهيز الأسطول الأول بشكل أساسي بالسفن الروسية بهدف تنفيذ المهمة الأساسية، وتم بناء حوالي 1300 سفينة.
تم تنفيذ الأعمال الرئيسية لبناء الأسطول في حوض بناء السفن الذي بني خصيصا في فورونيج، حيث عمل 25 ألف شخص ليلا ونهارا لتنفيذ المهمة.
وتم بناء سفن من ذوات الصاريتين بطاقم يصل إلى 200 شخص وزودت بحوالي 4 إلى 6 مدافع، ويعود العدد الكبير لأفراد الطاقم إلى أن السفن لم تعتمد على الأشرعة فقط بل زودت أيضا بفتحات للتجديف (20 من كل جانب) لزيادة المناورة والسرعة.
المثير أن عملية بناء السفن تمت في عدد من المعامل وتم تجميعها أخيرا في فورونيج، وبحلول شهر مايو/ أيار من عام 1696، كان الأسطول الروسي الأول جاهزا.
وأرسل الأسطول على الفور بقيادة سفينة "القديس بيتر" عبر نهر الدون إلى بحر آزوف، لشن هجوم جديد على القلعة آزوف التي سيطرت عليها تركيا في ذلك الوقت، ونفذ الأسطول حصارا بحريا، ليتراجع بعدها الأسطول التركي وتنهار حامية القلعة أمام القوات الروسية بتاريخ 19 مايو/ أيار عام 1696 وينسحب الأتراك.
أدى إنشاء الأسطول إلى تحولات كبيرة من الناحية الاقتصادية، فقد تطلب الأمر تأسيس الكثير من الشركات لإنتاج معدات وأسلحة السفن، وبعد عام 1696، أرسلت روسيا متخصصين للتدريب في الخارج واستعانت بخبراء أجانب لدعم علمية بناء الأسطول، والأهم من ذلك أن القيصر بطرس استطاع تأسيس الموانئ والمعامل ومعابر السفن وغيرها ليشهد العالم ظهور أحد أعظم القوى البحرية في العالم.