لكن هذا التصنيف لم يدم سوى أيام، لأن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ألغى قرار ترامب بشأن "أنصار الله" بعد وصوله إلى البيت الأبيض.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني عزيز راشد، إن تكرار المطالبة بإدراج جماعة "أنصار الله" كمنظمة إرهابية، هو إعلان للفشل والإفلاس من جانب هادي وحزب الإصلاح.
ولذلك هم يستصرخون العالم من أجل إدراج الجيش واللجان الشعبية في قائمة الإرهاب وليس أنصار الله، فعندما يدرجون "أنصار الله" بكل تأكيد سيشمل ذلك الأحزاب التي تقف مع الحركة وهي مجموعة كبيرة، منها المؤتمر الشعبي العام وحزب البعث وحزب الحق والقوى الشعبية وأحزاب الشياب التي تكونت في العام 2011.
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، فإذا تم إدراج القوى السياسية جميعها في قائمة الإرهاب فمع من سوف يتعاملون بعد ذلك، حيث أن في الطليعة "أنصار الله"، وبالتالي لا يستطيع المجتمع الدولي فعل شيء إلا بالحوار المباشر مع اليمن، و"أنصار الله" هى قوة عادلة مدافعة، بينما الطرف الآخر هو من يشرك تنظيمات "القاعدة" و"داعش" الإرهابية (المحظورة في روسيا) وهناك عمل منظم وواضح في البيضاء وغيرها من الجبهات.
وأكد الخبير العسكري أنه لا يمكن تصنيف "أنصار الله" على هوى ومزاج هادي وحكومته، وتلك دعوات فشلت بعد المعركة العسكرية التي دعوا لها وفشلوا، وبعد المبادرة الإنسانية والمجتمعية لقائد الثورة حول الاتفاق السياسي في مأرب، لكنهم رفضوا رفضا قاطعا وعندما شعروا بالتضييق عليهم ولم يتبق سوى مديريتين فقط في مأرب من أكثر من 14 مديرية، هنا هم يتباكون للعالم من أجل إدراج جماعة "أنصار الله" ضمن قائمة الإرهاب.
وحول ما إذا كان الحل العسكري هو الوحيد الذي لا يزال باقيا في الأزمة اليمنية يقول راشد إن الطرف الآخر ويعني "التحالف العربي والشرعية" متشبث بالغارات الجوية واستمرارها، ولم يبادر إلى إنهاء الملف الإنساني وفتح المطارات والتسوية السياسية المباشرة وليس في التقارير الإعلامية، حيث أن ما تطرحه السعودية هى مبادرات إعلامية مدعومة بالغارات الجوية ودعم المرتزقة على الأرض مع استمرار القتال في مأرب والساحل الغربي والجبهة الشمالية بين السعودية واليمن.
وأشار إلى أن الأفق السياسي لم يغلق تماما، أما الطرف الآخر فيريد إقناع العالم بأنه يريد السلام بصورة إعلامية تخالف الواقع على الأرض، إن كانوا جادين، عليهم فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ومناطق أخرى.
من جانبه أكد المحلل السياسي اليمني، محمد بالفخر، أن الحوثيين "أنصار الله" لا تعنيهم الأمم المتحدة ولا القرارات الدولية، فهم يسيرون في طريقهم ولا يلتفتون لذلك، الأمر الذي يتطلب أن تكون المنظمات الدولية لديها القدرة على تنفيذ قراراتها، ووقف هجمات الحوثيين على المدنيين في مأرب وتعز وغيرها من المدن.
ويضيف في حديثه لـ"سبوتنيك" إن "الحوثيين" لا يريدون السلام، وهم يستفيدون من عامل الوقت، حيث أنه كلما مر الوقت يتقدمون خطوات نحو التصعيد، هذا يعني أن عملية سلام مباشرة لن تكون في الوقت القريب، بعدما طالبت الشرعية والتحالف العربي كثيرا بإحلال السلام والخروج من هذا المأزق على مدى سنوات الحرب دون جدوى.
وتابع محمد بالفخر: "نحن لا ننكر أن الحوثيين اليوم أصبحوا أمرا واقعا، ونحن نقول أنهم جزء من المجتمع المدني، لكنهم يريدون أن يكون المجتمع اليمني كله لهم، فكيف يكون السلام مع مثل هؤلاء".
وطالب المحلل السياسي، أن تكون المنظمة الدولية والمجتمع الدولي على قدر من المسؤولية أمام نفسه، فمنذ 7 سنوات يذبح الشعب اليمني، و80 في المئة من الشعب تحت خط الفقر، علاوة على انتشار المليشيات وتمزيق البلاد، كل ذلك يجري على مرأى ومسمع من المنظمات الدولية، في الوقت الذي تعيش فيه الشرعية حالة من الضعف التام وعدم القدرة على المواجهة أو الوقوف في وجه الطرف الآخر.
وطالب الإرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئات حقوق الانسان والمبعوثين الأممي والأمريكي بإصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه لما وصفه بـ "المجزرة البشعة" التي يقول إن "أنصار الله" ارتكبتها بقصف حي الكنب بمدينة تعز، واعتبارها جريمة حرب وجريمة مرتكبة ضد الإنسانية.
وتقود السعودية، منذ مارس/ أذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وفي المقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
أكبر تبادل للأسرى في اليمن منذ بداية الحرب
© Sputnik
يمكنكم متابعة المزيد عن أخبار اليمن اليوم عبر سبوتنيك