ومساء أمس الجمعة، قتل طفل فلسطيني، برصاص إسرائيلي قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الطفل محمد دعدس (13 عاما)، قتل متأثرا بإصابته بطلق ناري في منطقة البطن خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلي، في قرية دير الحطب قرب نابلس، في إطار الاحتجاجات الأسبوعية ضد الاستيطان.
ونقلت عن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن 71 شخصا أصيبوا في الاشتباكات، معظمهم بجروح طفيفة بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية تجدد المواجهات المسلحة بين فلسطين وإسرائيل، لا سيما في الضفة الغربية، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين هناك.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن الطفل دعدس من مخيم عسكر الجديد بنابلس، كان قد وصل المستشفى مصابا برصاصة في بطنه، وقلبه متوقف، لافتة إلى أن الطواقم الطبية حاولت إنعاشه، إلا أن جميع المحاولات لم تنجح.
وخرجت أمس مظاهرات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية تضامنا مع العائلات الفلسطينية التي قررت هذا الأسبوع رفض اقتراح المحكمة العليا بشأن التماسهم ضد ترحيلهم من منازلهم.
وكانت قرارات قضائية سابقة قضت بأن المنازل تقع على أراض تابعة لجمعية استيطانية يهودية، وأنه يجب إخلاء هذه العائلات منها.
واندلعت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومواطنين فلسطينيين، أمس الجمعة، أصيب على إثرها 10 أشخاص، أحدهم إصابته خطيرة بالرصاص الحي في رقبته.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، استخدم الجيش الإسرائيلي في المواجهات الرصاص الحي والمعدني والمطاطي، إضافة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع، في مواجهات وقعت اليوم في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس.
وقد بدأت المواجهات عقب خروج الأهالي في مسيرة حاشدة نحو الجبل، استجابة لدعوة لجنة التنسيق الفصائلي وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
جدير بالذكر أن منطقة جبل صبيح تشهد مواجهات شبه يومية رفضا لما قام به مستوطنون منذ أسبوعين، حيث بدأوا بإقامة بؤرة استطيانية في ظل حماية من القوات الإسرائيلية.
اعتبر مصباح أبوكرش، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مدينة نابلس من قلاع المقاومة في فلسطين، حيث قدمت هذه المدينة نموذجا مشرفا على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولذلك ليس مستغربا عليها تجدد هذه الروح الثورية وبروز فعلها المقاوم بأشكال مختلفة في هذه المرحلة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حجم الانتهاكات الإسرائيلية في هذه المرحلة يفوق تصور البعض وهو ما دفع المقاومين في نابلس لإشعال نيران المواجهة مع إسرائيل بشكل دوري في بلدة بيتا ومحيط جبل صبيح حيث البؤرة الاستيطانية "أفيتار" جنوب نابلس، أضف إلى ذلك تكرار حدوث تلك الاشتباكات المسلحة العنيفة بينهما داخل مناطق مختلفة في نابلس.
ويرى أبوكرش أن اهتمام فصائل المقاومة بتفعيل دورها المقاوم في الضفة الغربية؛ وهو الأمر يحدث بالتزامن مع قيام إسرائيل ببناء بؤر استيطانية جديدة هناك، يجعل من المتوقع تصاعد حالة المواجهة بين الطرفين بشكل أكبر فكل الاحتمالات واردة؛ أمام بشاعة المخطط الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه على حساب القضية الفلسطينية وشعب الضفة على وجه الخصوص في هذه المرحلة.
بدوره اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، زيد الأيوبي، أن الاشتباكات التي وقعت بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي حاولت اقتحام مدينتي نابلس وجنين تأتي في سياق حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه كونه يرزح تحت نير الاحتلال والقانون الدولي يكفل له حق مقاومة المحتلين بالوسائل المتاحة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أكد الأيوبي أن مواجهة جيش إسرائيل هو الرد الطبيعي على جرائمه واستيطانه وممارساته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.
ويرى أن تصريحات القيادات الإسرائيلية الحالية بما فيها رئيس الحكومة تؤكد بما لا شك فيه أنه لا يوجد شريك إسرائيلي لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على رحيل الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتشهد الضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس الشرقية توترا متصاعدا بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقبل فترة، أدانت فلسطين توغل إسرائيل في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس، واستباحتهم للأراضي الفلسطينية لإقامة مستوطنة جديدة تدعى "أفيتار"