وأطلق العلماء على البقايا المكتشفة للبشري اسم "ليتي"، وهي عبارة عن جمجمة صغيرة جدا انتشرت شظاياها في مكان غريب في أحد كهوف جنوب أفريقيا.
بحسب مجلة "livescience" التي نشرت تقريرا عن الاكتشاف الجديد، فقد عثر على الجمجمة وبعض العظام في أعماق كهف النجم الصاعد "Rising Star cave system" في جنوب أفريقيا.
المثير للحيرة هو كيفية وصول هذا الإنسان القديم إلى هذه المنطقة العميقة جدا والغامضة في باطن الأرض، حيث يصعب الوصول إلى المكان في وقتنا الحالي مع تطور المعدات وأدوت الاستكشاف.
واكتشف العلماء الجمجمة الصغيرة في ممر ضيق جدا ومظلم لا يزيد عرضه عن 6 بوصات (15 سنتيمترا)، حيث وقع المستكشفون في حيرة؛ "كيف انتهى المطاف بهذه الجمجمة الصغيرة في مثل هذا الجزء البعيد من الكهف، هذا لغز حقيقي".
تشير الأبحاث إلى أن الجمجمة المكتشفة هي لطفل من عائلة بشرية قديمة ونادرة يطلق عليها اسم "هومو ناليدي" (Homonaledi)"، ومنح الطفل اسم "ليتي" (Leti)، وهو اختصار لكلمة "Letimela" أو بلغة "سيتسوانا" في جنوب أفريقيا أي الإنسان الأخير "Lost One".
وبحسب ورقة بحثية نشرت في مجلة "PaleoAnthropolog"، يعود عمر الجمجمة إلى حوالي 335 – 241 ألف عام استنادا إلى أعمار البقايا الأخرى التي تم اكتشافها في المنطقة، حيث عثر سابقا على بقايا عظمية في أماكن أخرى من الكهف.
الأمر الأكثر غرابة هو أن الجيولوجيون والمغامرون والباحثون لم يعثروا حتى يومنا هذا على أي مدخل بديل لهذا الكهف العميق أو ممرات أخرى قد تؤدي إلى المنطقة.
وقال ماروبينج راماليبا، عضو فريق الاستكشاف الذي عثر على الجمجمة، في بيان إن المنطقة التي تم العثور فيها على البقايا تقع في "شبكة عنكبوتية من ممرات ضيقة جدا".
المثير هو أن جمجمة "ليتي" صغيرة جدا، أصغر من حجم كف الإنسان، وتشير الأسنان إلى أن الطفل مات خلال ظهور أول ضرس دائم له، والتي تظهر بين سن 4 و 6 لدى الإنسان الحديث.
الأمر الغامض هو أن الجمجمة وجدت في مكان ضيق جدا يصعب على البشر والحيوانات الوصول إليه، ولا يوجد أي آثار لوجود عملية قضم ناتجة عن افتراس، لكن يتوقع العلماء أن العظام قد وُضعت في الكهف كطقس جنائزي.