ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء عن الأدميرال محمود موسوي، المتحدث باسم مناورات "ذو الفقار 1400" البرمائية الإيرانية، مساء أمس الأحد، أن اليوم الأول من المرحلة الرئيسية للمناورات الإيرانية "ذو الفقار 1400"، قد شهد انطلاق قاذفات سلاح الجو من طراز F-4 من خلال طلعة جوية بعيدة المدى عبر قواعدها إلى منطقة المناورات العامة في خليج عمان والمحيط الهندي.
وقال مراقبون إن المناورات الإيرانية تحمل رسالة لأمريكا، وترد على تهديدات واشنطن المتكررة بإمكانية القيام بعمل عسكري ضد طهران، كما أنها تأتي للرد على المناورات التي أجرتها واشنطن مؤخرًا.
أهداف المناورة
وأجرت المناورات الإيرانية عمليات التزود بالوقود الجوي من خلال طائرات الصهريج، حيث أكد الأدميرال موسوي أن تلك العمليات تمت باستخدام صواريخ مطورة من الجيل الجديد لصواريخ "جو- أرض"، مشيرا إلى تدمير الأهداف المحددة سلفا.
ولفت المسؤول العسكري الإيراني إلى استخدام بلاده في تلك المناورات صواريخ "جو – أرض" مطورة مضادة للسفن، موضحا أن العمليات التي نفذها الطيارون الإيرانيون الشباب، تعد إحدى نقاط القوة في هذه المرحلة من المناورات البرمائية.
وذكر الأدميرال محمود موسوي، المتحدث باسم مناورات "ذو الفقار 1400" البرمائية الإيرانية، أن إحدى العمليات المهمة التي نفذت في هذه المرحلة من المناورات الضخمة، تحليق المقاتلة الإيرانية "ميراج" في مهمة استطلاعية على ارتفاع منخفض، حيث نفذت بمهارة قائد هذه المقاتلة.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن الأدميرال حبيب الله سياري، مساعد الشؤون التنسيقية للقائد العام للجيش الإيراني، أن بلاده أجرت أمس المرحلة الرئيسية للمناورات البحرية الضخمة، التي يطلق عليها اسم "ذوالفقار 1400"، بمشاركة وحدات من القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي لبلاده.
وأشار الأدميرال حبيب الله سياري إلى أن مساحة المناورات البحرية الضخمة تمتد في منطقة تزيد مساحتها عن مليون كيلومتر مربع، وتنتشر في شرق مضيق هرمز وبحر عمان إلى شمال المحيط الهندي.
رسالة إيرانية
بدوره، اعتبر عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن المناورات التي تجريها طهران حاليًا، كانت مقررة من قبل تحديد موعد استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي في جنيف.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن هذه المناورات العسكرية تعد أيضا رسالة للغرب وللولايات المتحدة الأمريكية بأن ما يسمونه بالخطة باء والتي تعني منع صادرات إيران بالقوة العسكرية يجب نسيانها، والتفكير فقط بتنفيذ الاتفاق النووي.
وتابع: "الولايات المتحدة حاولت مؤخرًا إرسال تهديدات لإيران بأنها يمكن أن توقف صادرات النفط الإيرانية إذا لم تعد إيران للمفاوضات، وترضخ للمطالب الأمريكية، وطهران أجابت عليهم بإيقاف ومصادرة السفينة التابعة لهم أمام أعين بوارجهم دون أن يتجرأوا على فعل أي شيء".
ويرى ابشناس أن إيران اليوم ترسل رسالة سياسية مهمة مفاداها: أنها جاهزة للمواجهة والدفاع عن مصالحها.
تصعيد مقابل التصعيد
من جانبه، اعتبر محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن إيران تحاول أن ترد على الخطوات الأمريكية بخطوات من جانبها فيما يعرف بسياسة التصعيد مقابل التصعيد؛ فالمناورات العسكرية التي فعلتها أمريكا من خلال مرور بعض القطع أو الطائرات أو القاذقات بجوار السواحل الإيرانية كان تصعيدًا رمزيا يشير إلى أن أمريكا قد تستخدم القوة تجاه إيران لو فشلت المفاوضات، وإيران من جانبها تقول إن هناك تصعيدا مقابل التصعيد الأمريكي من خلال مناورات موسعة تجريها للمرة الأولى.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، كل هذه الإجراءات هي إجراءات تستهدف تحسين شروط التفاوض أو الاستعداد لاستخلاص شروط تفضيلية من الجانبين الإيراني والأمريكي في 29 من نوفمبر المقبل، لا سيما وأن الكتاب الذي أصدرته الخارجية الإيرانية عن أرشيف خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي يشير إلى أن الرئيس السابق حسن روحاني تلقى اتصالا مدته 20 دقيقة من الرئيس أوباما تحدثا خلاله عن كل الأمور النووية وغيرها، وواضح جدا أن هناك تفاهمات سوف يتم الكشف عنها فيما بعد.
وتابع:
"التفاهمات وما يجري الآن بأطراف وسيطة قد لا تكون هذه الأوساط إيرانية أو أوروبية لكن هناك أطراف تسعى لتقريب وجهات النظر الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي، ثم يأتي الحديث بعد ذلك عن صواريخ إيران وتدخلها في الإقليم وحقوق الإنسان، وكلام من هذا القبيل".
والثلاثاء الماضي، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية مكثفة بمشاركة أمريكية، في مدينة إيلات على ساحل البحر الأحمر.
وذكرت القناة العبرية الـ12، أن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات عسكرية مشتركة مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، في مدينة إيلات، حيث شاركت الوحدة الخاصة من المشاة الأمريكية Task Force 51.
وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني أن وحدة البحرية الأمريكية الخاصة شاركت إسرائيل هذه المناورات قبل نشرها في منطقة الخليج، استعدادا لأي مواجهة محتملة مع إيران، فضلا عن أن تلك القواة الأمريكية مستعدة لأي أعمال أو سيناريوهات سريعة.
جدير بالذكر أن الجولة السادسة كانت آخر جولات مفاوضات فيينا حول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، والتي اختتمت، في 20 يوينو/ حزيران الماضي؛ ومن المتوقع أن تستأنف قريبا، حسبما أعلنت الخارجية الإيرانية.
وتشترط إيران على الولايات المتحدة عودة الأخيرة للاتفاق النووي أو ما يعرف باسم خطة العمل المشتركة ورفع العقوبات المفروضة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن كياناتها ومؤسساتها، لاستئناف المفاوضات معها وللعدول عن الإجراءات النووية، التي تبنتها رداً على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
>>يمكنك متابعة المزيد من أخبار إيران مع سبوتنيك.