القاهرة - سبوتنيك. وأفاد مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك" بأن قوات عاملة ضمن القوات المشتركة من الوية المشاة والمقاومة التهامية، أخلت مواقعها في شركة مطاحن البحر الأحمر ومحيطها وطريق صنعاء - الحديدة في كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، وكذلك من مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري ومواقعها في الخطوط الأمامية لمواجهة قوات "أنصار الله" شرق المدينة، وغادرت إلى مدينة الخوخة جنوب محافظة الحديدة.
وذكر المصدر أن "أنصار الله" بدأت ترتيبات لإعادة فتح الطريق الحيوي الرابط بين صنعاء والحديدة الواقع شرق مدينة الحديدة، بعد إخلاء القوات المشتركة مواقعها في منطقة كيلو 16 التي كانت سيطرت عليها في سبتمبر/ أيلول 2018.
وأشار إلى أن انسحابات القوات المشتركة تأتي عقب أنباء عن اتفاق برعاية الأمم المتحدة، لإيجاد منطقة منزوعة السلاح بين تلك القوات و"أنصار الله" غير خاضعة لسيطرة أي من الطرفين، بهدف رفع الحصار على مدينة الحديدة وتسهيل عمليات إزالة الألغام في خطوط النار بين الطرفين، وإعادة فتح طريق كيلو 16 الحيوي.
إلا أن المصدر العسكري اعتبر تقدم "أنصار الله" وسيطرتها على المواقع التي دخلتها القوات المشتركة، نصرا ميدانيا حققته الجماعة دون قتال.
ولم يصدر أي تعليق من القوات المشتركة بشأن عمليات الانسحاب من المواقع العسكرية في الحديدة.
في سياق ميداني متصل، قال المصدر إن 5 قتلى و9 جرحى سقطوا في صفوف القوات المشتركة و"أنصار الله" إثر مواجهات دارت بمختلف الأسلحة بين الجانبين في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا جنوب الحديدة.
من جهة ثانية، اتهمت "أنصار الله"، عبر تلفزيون "المسيرة" الناطق باسمها، القوات المشتركة بـ "ارتكاب 210 خروقات [في إشارة إلى الهدنة الأممية المعلنة في مدينة الحديدة وضواحيها في كانون الأول/ ديسمبر 2018] في جبهات الحديدة خلال الـ 24 الساعة الماضية بينها 37 خرقا بقصف مدفعي لعدد 249 قذيفة و149 خرقا بأعيرة نارية مختلفة".
وذكرت أن:
"الخروقات شملت 6 غارات لطيران تجسسي على منطقتي الجبلية والفازة، وتحليق 13 طائرة تجسسية في أجواء مناطق الفازة والجبلية والجاح، ومديريات التحيتا وحيس والدريهمي، واستحداث تحصينات قتالية في منطقة الجبلية ومديرية حيس [جنوب مدينة الحديدة] وقرب شارع الخمسين [شرق مدينة الحديدة]".
وتوصلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، خلال جولة مفاوضات السلام التي استضافتها العاصمة السويدية ستوكهولم، أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2018م، إلى اتفاق بشأن الحديدة، تضمن إعادة الانتشار المشترك للقوات من مدينة الحديدة وموانيها، الحديدة والصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والمواني، إلا أن الاتفاق لم ينفذ بسبب خلافات بين الجانبين حول تفاصيله.
وتستمر منذ 2015 معارك بين الجيش اليمني المدعوم بتحالف عربي بقيادة السعودية وجماعة "أنصار الله"، حيث تسعى الحكومة اليمنية إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها الجماعة، من بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.
وأدت المعارك إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين واحتياج الملايين إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بحسب الأمم المتحدة.