ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاتحاد الأوروبي لإطلاق عملية إنقاذ سريعة لعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال: "كلما نريده هو ممارسة نشاطاتهم (الاتحاد الأوروبي) مع الجميع، مع إسرائيل وأمريكا وغيرها من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام".
وأكد مراقبون أن مطالب عباس تأتي لحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه التحركات الإسرائيلية الاستيطانية، في ظل محاولات إسرائيلية لإنهاء حل الدولتين وفرص السلام.
مطالب فلسطينية
وقال الرئيس الفلسطيني إن "الوضع يتأزم يوما بعد يوم، ونرى أن الأمور السياسية تتدهور، ولا بد من عمليات إنقاذ سريعة من أجل الحل السياسي".
وعلق عباس على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت حول هذا الأمر بالقول: "لايمكن أن يستمر إلى الأبد في رفض الدولتين"، مضيفا: "ماذا يريدون إذا كانوا يرفضون حل الدولتين، هل يقبلون بدولة واحدة كما قلت في خطابي أمام الأمم المتحدة؟... هل يقبلون بالعودة إلى التقسيم؟".
يذكرأن الرئيس الفلسطيني أكد في كلمته أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة،أن السلطة الفلسطينية لا تجد شريكا في إسرائيل يؤمن ويقبل بحل الدولتين".
دور محدود
استبعد رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن يكون للاتحاد الأوروبي أي دور مؤثر في إطار عملية السلام، فبدعم من إسرائيل احتكرت الولايات المتحدة عملية التسوية، وحاولت إيجاد اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، تم تهميش باقي الأطراف، ومنها الاتحاد الأوروبي، ولم تستطع هذه الدول بالرغم من معارضتها الشديدة لتصورات دونالد ترامب للقضية الفلسطينية أن تحرك ساكنًا أو أن تغير على أرض الواقع، وتعرض الفلسطينيون والسلطة الوطنية إلى الكثير من الضغوط طوال السنوات الماضية.
ويرى العلي أن مع وجود إدارة أمريكية جديدة برئاسة جو بايدن، فربما يكون هناك دور للحلفاء، وخاصة الاتحاد الأوروبي في مسألة القضية الفلسطينية وعملية السلام، لكن هذا الدول محدود جدًا.
ويعتقد العلي أن دعوة الرئيس الفلسطيني أبومازن لن يكون لها صدى أو تأثير في لعب الاتحاد الأوروبي لدور أكبر مما يلعبه حاليًا، في قضية السلام، وقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
موقف أوروبي
بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، زيد الأيوبي، إن دعوة الرئيس عباس للاتحاد الأوروبي أن يفعل ما في وسعه لإنقاذ فكرة تحقيق السلام تأتي من ثقة الرئيس أبومازن بقدرة الأوروبي على الضغط على حكومة إسرائيل، خصوصا فيما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية التي تسعى إسرائيل من خلالها للقضاء على حل الدولتين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الاتحاد الأوروبي كان ولا يزال صاحب مواقف سياسية متقدمة تجاه القضية الفلسطينية خصوصا وأن مواقفه كلها منسجمة مع قرارات الشرعية الدولية.
وأكد الأيوبي أن الشعب الفلسطيني يريد أن يكون للأوروبيين دورا رياديا في رعاية عملية السلام مع الإسرائيليين لغايات التأثير على مواقف حكومة إسرائيل التي تتنكر فيها الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
وفي السياق نفسه قال الأيوبي إن الشعب الفلسطيني يعول على مواقف أوروبية قوامها عزل إسرائيل سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا عقابا لهاعلى تعنتها وإدارة ظهرها لقرارات مجلس الأمن ومواقف الشرعية الدولية التي تحترم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتوقفت المفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) في أبريل/ نيسان 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين في السجون "الإسرائيلية"، وهي ما يقول الفلسطينيون إنها شروط أي حوار مستقبلي مع إسرائيل للتوصل إلى تسوية.