وأشار العلماء إلى أن هذا الاكتشاف قد يساعد في حل بعض ألغاز الكون الغامضة ومعرفة اللبنات الأساسية للمادة وطرق عمل الزمان والمكان في "الزمكان" (الفراغ الفضائي).
وتم رصد هذه الموجات بالاعتماد على مرصدي "LIGO" و"Virgo" بين عامي 2019 و2020، وهي تعتبر أكثر من ثلث الموجات المرصودة حتى يومنا هذا، بحسب المقال المنشور في مجلة "livescience" العلمية.
بحسب المصادر العلمية، تعتبر هذه الاكتشافات الجديدة بمثابة أحداث كونية ضخمة، يستمر معظمها بلايين السنين الضوئية، والتي تقذف الاندماجات الحاصة في الثقوب السوداء تموجات هائلة عبر الزمكان.
وأشار العلماء إلى أن هذه التموجات حصل بعضها بسبب حدوث حوالي 32 ادماجا بين أزواج من الثقوب السوداء أو من خلال تصادمات ثلاثية بين النجوم النيوترونية والثقوب السوداء.
قالت سوزان سكوت، عالمة الفيزياء الفلكية في الجامعة الوطنية الأسترالية وعضو فريق "LIGO" الدولي الذي أشرف على الدراسة، في بيان: إن "هذا الاكتشاف يعتبر حقبة جديدة في مجال اكتشافات موجات الجاذبية، ويكشف عن الكثير من المعلومات حول حياة وموت النجوم في جميع أنحاء الكون."
ويطلق العلماء اسم موجات الجاذبية على التموجات التي تنشأ في نسيج الزمكان عندما ينحصر جسمان كثيفان للغاية، مثل النجوم النيوترونية أو الثقوب السوداء، في مدار ثنائي حول بعضهما البعض وفي النهاية يصطدمان.
واكتشف العلماء تموجات الزمكان لأول مرة في عام 2015، ولكن منذ ذلك الحين، بدأ العلماء برصد هذه الظواهر الغامضة التي تحدث على "شاطئ الكون".
تكشف الملاحظات التي سجلها العلماء عن تنوع مذهل في أحجام الثقوب السوداء المنتشرة في الكون، على سبيل المثال، يبلغ أحد أزواج الثقوب السوداء المندمجة حوالي 145 ضعف كتلة الشمس، بينما بلغ زوج آخر حوالي 18 مرة حجم كتلة الشمس.
الاكتشافات الثلاثة الأخرى التي اعتبرها العلماء "أكثر غموضا"، تأتي من اندماج الثقوب السوداء ذات الكثافة اللانهائية مع أجسام كونية أخرى أقل كثافة.
قال العلماء إنه من المحتمل أن تكون هذه الأجسام الغريبة عبارة عن نجوم نيوترونية، وهي بقايا فائقة الكثافة لنجوم ضخمة تشكلت بعد انفجارات نجمية هائلة تسمى المستعرات الأعظمية.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، كريستوفر بيري، عالم الفلك في جامعة جلاسكو بإسكتلندا: "تثبت نتائجنا الأخيرة أن الثقوب السوداء تأتي في العديد من الأحجام والمجموعات، لقد حللنا بعض الألغاز القديمة، لكننا اكتشفنا بعض الألغاز الجديدة أيضًا".
وأضاف العالم في بيان له: "باستخدام هذه الملاحظات، نحن أقرب إلى حل ألغاز كيفية تطور النجوم، اللبنات الأساسية لكوننا".