نستطيع رصد هذه القوانين الطبيعية في كل شيء من حولنا، بدءا من حركة النجوم والكواكب، وتشكل الكون ووصولا إلى أصغر حيوانات الأرض، حيث تسمح هذه القوانين الطبيعية للعلماء ببناء التنبؤات المستقبلية.
ويسبب أي خلل في أحد سلاسل هذه القوانين الطبيعية المتشابكة بخلل شامل في الأنظمة الطبيعية، وهو ما يترك حالة من الفوضى الكلية المدمرة في بعض الأحيان.
انكسار "قانون طبيعي" يدمر الحياة البحرية
وبحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية، فقد ترك البشر أثرا مدمرا على أحد القوانين الطبيعية الأساسية في محيطات كوكب الأرض تركت حالة من الفوضى.
واعتبر عالم البيئة البحرية، ريان هينجان، من جامعة "كوينزلاند" للتكنولوجيا، أن "البشر أثروا على المحيط بطريقة أكثر دراماتيكية من مجرد صيد الأسماك". ويتابع: "يبدو أننا كسرنا (طيف الحجم)، أحد أكبر توزيعات قانون القوة المعروفة في الطبيعة".
ويستخدم العلماء مصطلح "قانون القوة" أو "قانون السلطة" لوصف السلسلة الغذائية المرتبطة والمتسلسلة من أعلى قمة الهرم الغذائي لدى المخلوقات إلى قاعدته، وهي سلسلة دائرية هامة جدا، حيث يسبب وجود تغيير في أحد الكميات بتغيير كلي على المجموع، وكان قد كشف عن هذا المصطلح لأول مرة في ورقة بحثية بقيادة ريموند دبليو شيلدون، في عام 1972 والمعروفة الآن باسم "طيف شيلدون"، حيث ربطت أيضا سلاسل القوة بحجم الكائن؛ كلما كان الجسم كبير قل العدد.
ونفذ عالم البيئة في معهد "ماكس بلانك"، إيان هاتون، وزملاؤه أبحاثا مركزة لمعرفة ما إذا كان هذا القانون يعكس أيضا ما يحدث على نطاق عالمي في وقتنا الحالي، حيث عثروا على نتائج غريبة جدا نشرت في مجلة "Science Advances" العلمية.
ويقول هاتون: إن "أحد أكبر التحديات التي تواجهنا في القيام بهذه المقارنة بين الكائنات الحية التي تمتد من البكتيريا إلى الحيتان هو الاختلافات الهائلة في الحجم". ويتابع: "نسبة الفروقات بين كتلهم تعادل تلك الموجودة بين الإنسان والأرض بأكملها".
ويقول عالم الجيولوجيا بجامعة "ماكجيل"، إريك غالبريث: "لقد اندهشنا لرؤية أن كل رتبة من الفئات تحتوي من حيث الحجم على ما يقرب من 1 غيغا طن من الكتلة الحيوية على مستوى العالم".
قال غالبريث: "حقيقة أن الحياة البحرية موزعة بالتساوي عبر الأحجام أمر رائع. لا نفهم لماذا يجب أن تكون على هذا النحو، لماذا لا يوجد أشياء صغيرة أكثر بكثير من الأشياء الكبيرة؟ أو الحجم المثالي الذي يقع في المنتصف؟ بهذا المعنى، توضح النتائج مقدار الأشياء الكثيرة التي لا نفهمها عن النظام البيئي".
ومع ذلك، لاحظ الباحثون وجود استثناءان للقاعدة، على طرفي مقياس الحجم الذي تم فحصه وضبته من قبل العلماء، كانت البكتيريا أكثر وفرة مما توقع القانون، والحيتان أقل بكثير. واعتبر العلماء هذه التغييرات باللغز الكبير.
لكن بعد دراسة وتحليل البيانات ومقارنتها، كتب الفريق في ورقتهم البحثية: "يبدو أن التأثيرات البشرية قد أدت إلى اقتطاع كبير للثلث العلوي من الترتيب. لم يحل البشر محل المفترسات العليا في المحيط فحسب، بل قاموا بدلا من ذلك، من خلال التأثير التراكمي للقرنين الماضيين، بتغيير تدفق القوى بشكل أساسي عبر النظام البيئي".
وبحسب المصادر، تشكل الأسماك أقل من 3 % من الاستهلاك السنوي البشري، ووجد الفريق أن استهلاك البشر قلل من الكتلة الحيوية للأسماك والثدييات البحرية بنسبة 60 % منذ القرن التاسع عشر، لكن النتائج كانت اسوأ بالنسبة للحيوانات العملاقة على الأرض، حيث انخفضت أعداد الحيتان بنسبة 90 % خلال قرنين.