ويهدف المشروع الأثري لإعادة تدعيم وتنظيف نبع (أفقا) بعد تعرضه للتخريب الممنهج على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة، كما يشمل إزالة الردميات التي تراكمت فيه على مدى السنوات السابقة.
وتناول مؤتمر صحفي عقد في العاصمة السورية دمشق، بمشاركة خبراء المديرية العامة للآثار والمتاحف وجمعية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الروسية، منهجيات العمل وعمليات تأهيل النبع الذي يكتسي بأهمية استثنائية تاريخية وسياحية واقتصادية.
فريق روسي سوري يبث الروح في مصدر حياة مدينة تدمر التاريخية
© Sputnik . Mohammad Damour
الخبير الأثري الروسي تيمور كارموف، مدير (حملة نبع أفقا)، تناول في تصريح لـ "سبوتنيك" الأهمية الأثرية لهذا المشروع ودوره في إعادة الحياة لهذا النبع وإعادة الفلاحين إلى مزارعهم في واحة تدمر.
وقال كارموف أن (حملة نبع أفقا) هي الخطوة الأولى التي تقوم بها الجمعية في مدينة تدمر، منوها بالأهميته التاريخية والاقتصادية التي يتسم بها النبع بالنسبة لمدينة تدمر.
واستعرض الخبير الآثاري الروسي خلال المؤتمر الذي عقد ضمن القاعة الدمشقية في المتحف الوطني بدمشق، بعض صور مراحل إنجاز المشروع خلال أسبوعين من عمليات الترميم على مساحة (6.24 كيلو مترات مربعة) ولمكتشفات اثرية مهمة عثر عليها أثناء العمل تعود لعصور مختلفة.
وأشار الخبير الروسي إلى مشاركة عدد من المؤسسات الروسية في المشروع، وإلى رغبة مؤسسات أخرى عديدة المساهمة في ترميم المعالم التاريخية في سوريا.
فريق روسي سوري يبث الروح في مصدر حياة مدينة تدمر التاريخية
© Sputnik . Mohammad Damour
وفي تصريح لـ "سبوتنيك"، تحدث مدير التنقيب في المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، الدكتور همام سعد، عن المراحل التي قطعها مشروع تأهيل النبع مما لحق جراء اعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا).
وأشار سعد إلى أن فريقا سوريا روسيا مشتركا يقوم بأعمال الترميم منذ أسبوعين على أن تنتهي الأعمال خلال ثلاثة أشهر، مضيئا على أهمية نبع أفقا التاريخ، باعتباره شريان الحياة لمدينة تدمر وكان الأساس في وجودها وواحتها ويتألف من ينابيع عديدة تخرج من الصخور وتصب في مجراه حيث بذل التدمريون القدماء جهوداً جبارة لتوزيع الماء إلى مساحة 400 متر داخل المدينة لتصب فيه.
فريق روسي سوري يبث الروح في مصدر حياة مدينة تدمر التاريخية
© Sputnik . Mohammad Damour
وأكد معاون مدير الآثار أن عمر النبع يتجاوز تاريخ نشوء تدمر كمدينة، ولكنه تعرض في فترات لاحقة للجفاف بسبب حفر عدد من الآبار جوار حرم النبع وخارج المنطقة الأثرية الأمر الذي أثر على منسوبه المائي وأدى لجفافه صيفا وعودته للجريان شتاء.
من جهته، أكد مدير عام الآثار والمتاحف نظير عوض لـ "سبوتنيك" أهمية المشروع الذي يقع في أحد أهم المواقع الأثرية السورية، ويعتبر ثروة اقتصادية.
فريق روسي سوري يبث الروح في مصدر حياة مدينة تدمر التاريخية
© Sputnik . Mohammad Damour
ولفت عوض إلى أن هذا المشروع ينفذ بناء على الاتفاقية الموقعة مع الجانب الروسي لترميم وإعادة تأهيل عدة مواقع ومعالم تاريخية خربها الإرهابيون بمدينة تدمر الأثرية ومنها نبع أفقا الذي هو عبارة عن نبع مائي وكهف أثري محفور ضمن الصخر.
ويشارك في تمويل المشروع معهد التراث في موسكو ومركز "كاباردينو بالكاريا" العلمي التابع لأكاديمية العلوم وشركة "أو ك أن بروجكت" الروسيتين.
ويقدر باحثون عمر النبع بـ 6 آلاف سنة ويقع في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة تدمر وتتدفق مياهه من مغارة أثرية في جوف جبل المنطار عبر تسع آبار جوفية طبيعية محفورة في الصخر الكلسي واكتشف العديد من المذابح المنحوتة.