وذكرت صحيفة "الجمهورية" نقلا عن مصادر خاصة أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيزور قطر في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، على رأس وفد، للمشاركة في افتتاح فعاليات مناسبة رياضية".
ومطلع الشهر الجاري، أعرب وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب عن شكره لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لقاء جهود الدوحة في احتواء الأزمة الحالية بين بيروت ودول خليجية.
زيارة مرتقبة
وأضاف المصدر اللبناني للجمهورية: "من المتوقع أن يعقد عون لقاءات سياسية على هامش هذه الزيارة التي تكتسب دلالة مهمّة على وقع الأزمة الدبلوماسية بين لبنان من جهة والسعودية وبعض دول الخليج من جهة أخرى، ولو أن طابع الزيارة هو رياضي".
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد أبلغ، مطلع الشهر الجاري، رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بأنه سيوفد وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت لبحث سبل حل الأزمة القائمة بين لبنان وعدد من الدول الخليجية.
ومنذ بداية الأزمة، دانت وزارة الخارجية القطرية تصريحات جورج قرداحي، بشأن الحرب في اليمن، واعتبرتها بمثابة "موقف غير مسؤول تجاه القضايا العربية"، معربة عن اندهاشها الشديد واستنكارها لتلك التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني.
واتهم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان "حزب الله" اللبناني بـ"عرقلة التحقيق" في انفجار مرفأ بيروت، داعيا سلطات هذا البلد إلى اتخاذ إجراءات تدفع للتحرر من "هيمنة" الحزب، وفقا لـ"روسيا اليوم".
وتابع: "نأمل أن تتغير الظروف في لبنان بطريقة تسمح لنا بالعودة الإيجابية".
خبرة قطرية
واعتبر المحلل السياسي القطري، عبد الله الخاطر، أن الأزمة بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج معقدة جدًا، وذلك على خلفية أخبار الزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني إلى الدوحة للتوسط من أجل حل الأزمة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك جوانب سياسية وشخصية وتاريخية تتداخل هذه العوامل وتتشعب وتضاعف الأزمة وتخلق حساسيات بين الأطراف مما يزيد من صعوبة المهمة.
لكن في الوقت نفسه، أكد الخاطر أن قطر تملك علاقات متميزة مع جميع أطراف الأزمة وتملك ثقتهم ولديها خبرات واسعة في إدارة الواسطات وجولات التفاوض.
وأكد أن الدوحة على معرفة عميقة بكلا المجتمعين؛ ولذلك فمن المحتمل أن تكون الوساطة القطرية فاعلة، ولكن لن تكون هينة أو سهلة كما يظن بعضهم.
أزمة عميقة
بدوره اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني أن الأزمة بين لبنان والسعودية ومعظم دول الخليج، عميقة جدًا ومفتاح حلها ليس بيد الرئيس عون أو رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس النواب، بل في يد "حزب الله" الذي يسيطر على السلطة في بيروت بشكل شبه كامل، ويتدخل في حرب اليمن ويدعم الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، زيارة الرئيس عون المتوقعة لقطر، لن تكون على المستوى المطلوب لحل هذه الأزمة، فالحل يحتاج إلى سلطة لبنانية قادرة على اتخاذ القرار وتنفيذه.
وتابع: "حزب الله شل السلطة في لبنان على خلفية التحقيق في جريمة مرفأ بيروت، ورئيس الجمهورية والحكومة والنواب يأتمرون برأيه، والحل في تنحية حزب الله عن التدخل في شؤون الدول العربية خاصة اليمن ضد السعودية، وهذا ليس في متناول أي رئيس أو وزير أو سلطة في لبنان".
وعن مستقبل الأزمة، قال: "حسب تصريحات قيادة حزب الله، هم مصرون على التصعيد ضد دول الخليج والسعودية، بالتالي كل هذه المحاولات مجرد تمرير الوقت وإلهام المملكة أن هناك محاولات للحل".
واندلعت الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج بعد نشر مقابلة متلفزة جرى تسجيلها مع جورج قرداحي قبل توليه مهام منصبه وزيرا للإعلام في لبنان، اعتبر فيها أن جماعة "أنصار الله" اليمنية "تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات"، وما فاقم الأزمة أكثر، هو رفض قرداحي الاعتذار.
وأعلنت بعدها السعودية استدعاء سفيرها لدى بيروت، وإمهال السفير اللبناني في المملكة 48 ساعة لمغادرة البلاد، ولحقت بها في هذا القرار الكويت والإمارات والبحرين، كما أعلنت المملكة، وقف دخول الواردات اللبنانية إلى أراضيها.