ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قولها، إن المخطط الجديد يشمل حلولًا للقضايا التي أثارت مخاوف الجانب الإسرائيلي، ومن شأنه أن يؤدي إلى انطلاقة في المفاوضات المتعثرة بين الطرفين.
وبحسب هيئة البث، فرض التعتيم الإعلامي عن تفاصيل المسار، الذي لم ينل بعد مصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أو الكابينيت الأمني، إلا أن المفاوضات بشأنه تجرى بكثافة.
وقالت هآرتس إن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا ورئيس جهاز الشباك رونين بار قد اجتمعا في القاهرة هذا الأسبوع مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل وذلك استمرارا للقاء كامل مع كل من بينيت وغانتس، قبل شهرين.
وأكد التقرير أن القاهرة معنية بحلحلة هذه القضية، من أجل دفع إسرائيل وحماس على العودة إلى المفاوضات حول التسوية الشاملة.
من جانبه قال مصباح أبوكرش، المحلل السياسي الفلسطيني إن "وسائل الإعلام العبرية وفي أكثر من مناسبة سبق وأعلنت عن تقدم كبير في ملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وهو الأمر الذي أنكرت صحته حركة حماس مؤكدة على عدم حدوث أي تقدم ملموس يستحق الذكر".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا يكشف لنا حقيقة ما تبحث عنه الحكومة الإسرائيلية من خلال القيام بمثل هذه المناورات الإعلامية؛ فهي بذلك تحاول إقناع الرأي العام الإسرائيلي وذوي أسرى إسرائيل بأنها تعمل وتتقدم في مفاوضات هذا الملف.
وتابع: "في المقابل فهي تقوم بتوجيه مجموعة من الرسائل المدروسة للمجتمع الفلسطيني بشكل عام والمفاوض الفلسطيني عن هذا الملف بشكل خاص الهدف منها بالمجمل الضغط عليهم للتقدم في مفاوضات هذا الملف على أسس ومعايير مختلفة عن السابق؛ وهي محاولة متكررة وصريحة منهم لاستغلال الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة".
واستطرد: "يجب التنويه لأمرين هامين الأول وهو تأكيد حركة حماس على أنها لن تتقدم في مفاوضات هذا الملف على حساب معاناة الأسرى الفلسطينيين وحقهم المشروع بنيل حريتهم وهو ما أثبتت هذه الحركة قدرتها على تحقيقه من خلال تجاربها السابقة في ملف تحرير الأسرى؛ أما الأمر الثاني فهو أن فرص إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة ستبقى محدودة جدا ما لم يرتبط الأمر بنجاح المفاوضات بين الطرفين حول ملفات أخرى".
بدورها اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن الصحف الإسرائيلية تطلق هذه الأخبار بين الفينة والأخرى، بهدف إرسال رسالة طمأنينة لأهالي الجنود المفقودين بأن المباحثات مستمرة مع حركة حماس لإنجاز الصفقة.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك" التفاهمات التي تُجرى فيما يخص إنجاز ملف الأسرى سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة مستمرة منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة.
وترى المصري أنه من المبكر القول بأننا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز هذه الصفقة خصوصًا مع تصدر خبر تم نشره قبل ساعات من قبل الجيش الإسرائيلي عن أن "احتمال انفجار الوضع في غزة ما زال مرتفعًا".
وأكدت الباحثة الفلسطينية أن إسرائيل تماطل في الموافقة على شروط حركة حماس بشأن الصفقة في المقابل فإن معاناة الأسرى الفلسطينيين المستمرة خصوصًا المضربين منهم عن الطعام في سجون إسرائيل في ظل الصمت العربي والدولى أسقطت أوراق التوت عن عورة إسرائيل والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية التي ما تزال مستمرة في عجزها وتدور في فلك التعبير عن القلق ومحاولة رفع العتب عن إسرائيل التي تعتقل في سجونها نحو 4600 أسير فلسطيني، بينهم 35 أسيرة، ونحو 200 طفل، و520 معتقلًا إداريا.
يشار إلى أن رونين بار كان قد تولى مهام منصبه رئيسا لـ "الشاباك" في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفا لنداف أرغمان الذي شغل المنصب منذ مايو/أيار 2016.
وتلعب مصر دور الوسيط للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس" بقطاع غزة، وهي الجهود التي أدت إلى قرار وقف إطلاق النار بين الجانبين في مايو/أيار الماضي، بعد مواجهة عسكرية استمرت 11 يوما.
كما تسعى مصر إلى إحراز تقدم في صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية التي تحتجز 4 إسرائيليين بينهم جنديان تم أسرهما خلال الحرب على غزة صيف عام 2014.