وصدم السياح والمواطنون باندفاع أكثر من 50 مليون سرطان أحمر "دموي" اللون، تصفه وسائل الإعلام المحلية بالسرطان "مصاص الدماء"، بسبب تغير لونه إلى الأحمر في موسم التزاوج والذي تستطيع تحديد توقيتيه من حركة القمر، لتكتسح الطرقات بشكل كثيف.
وتقوم هذه السرطانات برحلة "ملحمية" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث تجتاز بعض المدن في أستراليا لتصل إلى المحيط وتتوجه إلى جزيرة الكريسماس الخلابة.
ويهاجر أكثر من 50 مليون سرطان أحمر مع بداية موسم التكاثر ويقطع غابات الحديقة الوطنية على الساحل شمال غربي أستراليا، متجها إلى المحيط لتقطع مسافه كبيرة وصولا إلى الجزيرة.
وبحسب "ديلي مليل" شوهدت هذه القشريات تتجمع في الطرقات والجسور الأسترالية قبل أن تبدأ بهجرتها الغامضة قاطعة الجبال والصخور والطرقات والجسور للوصول إلى وجهتها بهدف التكاثر، حيث يعمل موظفون أستراليون على تجهيز ممرات وجسور لمساعدة هذه السرطانات على الهجرة وضمان سلامتها.
وتبدأ هذه الهجرة الغامضة عادة مع بداية موسم الأمطار في البلاد، بين شهري أكتوبر و نوفمبر، حيث تندفع الذكور وتحاول إيجاد إناث لها أثناء رحلتها.
وتستطيع القشريات الذكية معرفة التوقيت الأمثل بشكل دقيق لمغادرة جحورها والوصول إلى الشاطئ في الوقت المناسب والأمثل أيضا لوضع بيوضها.
وتضع كل أنثى سرطان حوالي 100 ألف بيضة على سواحل المحيط الهندي على مدار خمس أو ست ليالٍ متتالية أثناء الهجرة في جزيرة كريسماس.
بعد شهر واحد، يعود صغار السرطانات الحمراء إلى الشاطئ للقيام برحلة معاكسة إلى المنزل في الغابة الاستوائية بالجزيرة.
وقالت بيانكا بريست، القائم بأعمال مدير جزيرة كريسماس، إن هذا الحدث الطبيعي المذهل من أهم الأحداث في الجزيرة الخلابة التي نشهدها كل عام.
وتابعت بريست: "قام موظفو حديقة جزيرة الكريسماس الوطنية بوضع كيلومترات من الحواجز المؤقتة، وأقاموا لافتات وأغلقوا الطرق عبر الجزيرة لحماية ملايين السرطانات التي تغادر منازلها في الغابات إلى الساحل.