وأكد العلماء أن الحفريات التي تمت دراستها والتي وجد عند اكتشافها بعض أجزاء العمود الفقري، وتحديدا الفقرات المتواجدة أسفل الظهر "قد حسمت جدلا استمر لعقود حول طريقة مشي أشباه البشر القدامى في وقت مبكر".
العلماء: العثور على "الحلقة المفقودة"
استخدم فريق دولي من الباحثين، بقيادة جامعة نيويورك وجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، عظاما وجدت في كتل صخرية من كهف في جنوب إفريقيا لإعادة بناء واحدة من أكثر الحفريات القديمة اكتمالا للإنسان القديم، الذي عثر عليه في عام 2010 من قبل، لي بيرجر، وفريقه في جامعة ويتواترسراند.
عثر البروفيسور بيرغر وابنه ماثيو البالغ من العمر تسع سنوات على البقايا الأولى لهذه لأنواع المنقرضة في كهف مالابا، والتي تم تحديدها لاحقا على أنها طفل ذكر يدعى كارابو وأنثى بالغة.
ووجد العلماء في بحث جديد نشر في مجلة "eLife"، أن أحد أشباه الإنسان القديم من نوع يطلق عليه العلماء أسترالوبيثكس سيديبا مؤكدين كشف "الحلقة المفقودة" من عمود الإنسان الفقري القديم، حيث اكد الباحثون أنه عمود فقري منحني، مما يشير إلى أن هذه "الأنواع أمضت الكثير من الوقت في المشي على قدمين، وكذلك استخدمت أطرافها العلوية للتسلق مثل القرود".
عظم العجز لدى الفتاة "عيسى" يكشف عن حقيقة مهمة جدا
واكتشف لدى الفتاة وجود أربع فقرات في أسفل ظهر الأنثى، بالإضافة إلى عظم يسمى عظم العجز الذي يربط العمود الفقري بالحوض. وأطلق الفريق على المرأة اسم "عيسى"، والتي تعني باللغة السواحيلية وهي لغة منتشرة في بعض الدول الأفريقية وتعني "الحامية"، الأمر الذي أكد أن هذا الصنف من أشباه البشر لديه 5 فقرات في تلك المنطقة مثل الإنسان الحالي.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة البروفيسور، سكوت ويليامز، من جامعة نيويورك: "المنطقة القطنية مهمة لفهم طبيعة المشي على قدمين لدى أسلافنا الأوائل، وفهم مدى تكيفهم مع المشي على قدمين".
وتابع الباحث: إن "السلسلة المرتبطة من الفقرات القطنية نادرة بشكل غير عادي في سجل أحافير أشباه البشر، مع وجود ثلاثة أشواك سفلية قابلة للمقارنة معروفة في كل السجل الأفريقي المبكر المكتشف".
4 دراسات جديدة غيرت طريقة فهمنا للبشر القدامى
بعد تحليل الحمض النووي لـ142 مجموعة من السكان حول العالم، خلص الباحثون إلى أن جميع البشر المعاصرين الذين يعيشون اليوم يمكن تتبع أسلافهم القدامى وإرجاعها إلى مجموعة واحدة ظهرت في إفريقيا منذ 200 ألف عام.
ووجدوا أيضا أن جميع غير الأفارقة يتوقع أنهم ينحدرون من مجموعة واحدة انفصلت عن أسلاف الصيادين الأفارقة منذ حوالي 130 ألف عام.
تُظهر الدراسة أيضا كيف يبدو أن البشر قد شكلوا مجموعات معزولة داخل إفريقيا مع سكان في القارة يفصلون عن بعضهم البعض، وأكدت دراسات لاحقة وجود موجة من الهجرات البشرية من إفريقيا إلى باقي القارات بدأت قبل حوالي 120 ألف عام، بينما اشارت دراسات لاحقة إلى حدوث هجرة جماعية واحدة من إفريقيا منذ حوالي 60 ألف عام.
وجود قعس منح الإنسان القديم قدرة غريبة لدى القرود
افترضت الدراسات السابقة التي أجريت على العمود الفقري السفلي غير المكتمل أن أشباه البشر امتلكوا عمودا فقريا مستقيما، لكن بعد اكتمال الفقرات أخيرا، تغيرت نظرة العلماء ووجدت الدراسة أن قعس (أعوجاج في العمود الفقري) الهيكل العظمي المكتشف كان في الواقع أكثر تطرفًا من أي أسترالوبيثيسين آخر تم اكتشافه حتى الآن، وأن مقدار انحناء العمود الفقري الذي لوحظ تم تجاوزه فقط من خلال تلك المشاهدة في العمود الفقري لصبي توركانا البالغ من العمر 1.6 مليون سنة (Homo erectus) من كينيا، وبعض البشر الحديثين.
ويقول المؤلف الأستاذ في جامعة ستوني بروك، غابرييل روسو: إن "وجود قعس وغيرها من سمات العمود الفقري تمثل تكيفات واضحة للمشي على قدمين، إلا أن هناك ميزات أخرى تشير إلى عضلات الجذع القوية، ربما للسلوكيات الشجرية (التسلق على الشجر)".