وزير الزراعة السوري لـ"سبوتنيك": بذور القمح الأمريكية في غاية الخطورة وتوزيعها استكمال لـ"قيصر"

أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري محمد حسان قطنا أن بذور القمح، التي وزرتها قوات الاحتلال الأمريكي على الفلاحين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري بمحافظة الحسكة، هي بغاية الخطورة كونها تؤدي إلى تدني المردود الإنتاجي وتأتي ضمن إجراءات قانون "قيصر".
Sputnik
وحدد الوزير قطنا في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" ثلاثة أسباب لرفض البذور الموزعة من قبل الاحتلال الأمريكي، أولها أنها مصابة بالآفات الزراعية والإصابة مؤكدة من خلال تحليلها في أكثر من مخبر حكومي وخاص، وثانيها بان البذور مخلوطة من بذور أخرى مثل الشعير، إضافة إلى هذا الصنف مرفوض في سوريا من عام 1999م حتى لو كان سليم وغير مصاب.
كما أوضح المهندس قطنا خلال لقائه، اليوم الخميس، المؤسسات والفعاليات الزراعية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية بمحافظة الحسكة في مستهل زيارته للمحافظة على رأس وفد ضم رئيس الاتحاد العام للفلاحين وعدد من الفنيين والمديرين العامين للمؤسسات المعنية بالإنتاج الزراعي، إن بذور القمح الموزع من الاحتلال الأميركي يحتوي على آفة النيماتودا الفتاكة وقد قامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي من سنوات بمنع توزيع أي بذار قمح يحتوي على (النماتودا) مهما كانت نسبة إصابتها قليلة ومحدودة، وذلك حفاظاً على الإنتاج الزراعي والاقتصاد الوطني.
وكشف وزير الزراعة السوري أن الوزارة رفضت توزيع كمية 20 ألف طن من البذور هذا الموسم بعد ثبوت إصابتها بآفة "النيماتودا"، وتم تحويلها إلى مؤسسة الأعلاف وتوزيعها كمقنن علفي للثروة الحيوانية.
وبيّن المهندس قطنا أن التحاليل المخبرية، التي تم إجراؤها على عينات من بذور القمح الموزع من الاحتلال الأمريكي غير صالح للزراعة ليس في محافظة الحسكة فحسب، وإنما في جميع الأراضي الزراعية السورية وذلك بسبب إصابة البذور بثآليل القمح وشيوع ترافقها مع مرض عفن السنابل البكتيري والمعروف كمرض حجري مدمر لحقول القمح عند الإصابة به، ما يسبب تلوث التربة والتأثير بشكل كبير في إنتاج المحصول.
كما أشار قطنا إلى وجود 4000 طن من بذور القمح المغربل والمعقم لدى المؤسسة العامة لإكثار البذار جاهزة للتوزيع على الفلاحين، ووجه الوزير في الاجتماع المدير العام للمؤسسة بالاستمرار بغربلة وتعقيم بذار القمح حتى انتهاء موسم الزراعة في منتصف كانون الثاني من العام القادم. بهدف تأمين كميات إضافية من البذار المغربل والمعقم للفلاحين.
بدوره أحمد صالح إبراهيم رئيس اتحاد الفلاحين في سوريا قال لــ"سبوتنيك" إن محافظة الحسكة هي محافظة الفلاحين الأولى في البلاد من حيث عدد الفلاحين ،حيث واطلعنا على عمليات البدء بزراعة موسم القمح خصوصا والتي تأخرت نتيجة الظروف الجوية و المناخية وتأخر هطول الأمطار.
وأشار إبراهيم إلى أن البذور التي تم توزيعها على الفلاحين في محافظة الحسكة على أنها هبة من الشعب الأمريكي كما يدعون هي سم زعاف وقاتل ، فكيف أن نصدق عبر التاريخ أن المحتل يقدم شيء مجاناً للأراضي التي يحتلها ويقوم بسرقة ثرواتها الباطنية بشكل يومي وعلى رأسها القمح السوري المميز عالمياً.
وبناء على ذلك يعتبر ما قامت به قوات الاحتلال الأمريكي هو شكل جديد من أشكال الحرب الكونية التي تشن على سورية منذ سنوات، هذا الشكل يتمثل بتدمير الأراضي الزراعية بهدف موت الحقول والأراضي وحرمان المواطن السوري من إنتاج هذه الحقول والأراضي من أجل تجويع الشعب السوري ضمن قانون "قيصر" الجائر.
وتمنى رئيس اتحاد الفلاحين في سوريا على كافة الفلاحين في الحسكة عدم استخدام بذار القمح الذي قامت قوات الاحتلال الأميركي بتوزيعه مؤخراً في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري في المحافظة.
و(النيماتودا) هي ديدان أسطوانية مجهرية متطفلة على جذور المزروعات وتؤدي لفقدان كامل للمحصول،وتتسبب النيماتودا في ظهور عقد أو أورام على مستوى جذور النباتات المصابة وتشل بذلك عملية امتصاص الماء والعناصر الغذائية الأساسية وهي قادرة على البقاء في التربة لأكثر من عامين على شكل أكياس بيض محمية جدا.
وكانت مصادر حكومية سورية مختصة بالشأن الزراعي في تصريحات خاصة لــ"سبوتنيك"، اعتبرت أن "توزيع البذور يأتي في إطار العدوان الأمريكي على الأراضي السورية ونسف أمن السوريين الغذائي، من خلال قيام الوكالة الأمريكية للتنمية (وهي أحد أذرع وزارة الخارجية هناك)، بتوزيع أنواع غير معروفة من بذار القمح للفلاحين في عدد من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي ومسلحي قوات "قسد" الموالين له بريف الحسكة، ما يشكل خطراً جديداً على الواقع الزراعي والأمن الغذائي للسوريين وذلك بعد منع الفلاحين خلال السنوات الماضية من بيع إنتاجهم للمراكز الحكومية السورية".
وذكرت المصادر أن الوكالة الأمريكية للتنمية بدأت عبر مندوبين من هيئة "الزراعة والاقتصاد" التابعة لتنظيم "قسد" بتوزيع 3000 طن من بذار القمح للفلاحين في بعض مناطق ريف القامشلي التي يسيطر عليها مسحلو التنظيم، وكانت البداية في ناحية تل حميس والتجمعات التابعة لها وسط تحذيرات من الأصناف الموزعة، حيث تم توزيع 185طنا لكل مزارع 2 طن ونصف الطن من البذار.
وتابعت المصادر بأن "الهيئة" وضعت شرطاً على المزارعين المستفيدين أن يكون كل مزارع يملك بئراً للمياه بغزارة (5 إنش) حصراً، لكي يحصل على الكمية، وأن يتم توريد الإنتاج إلى مؤسسات "قسد" عبر تعهدات خطية من المزارعين، حيث استفاد 74 مزارعاً من الكميات الموزعة في ناحية تل حميس على أن يتم توزيع الكميات المتبقية على المناطق الأخرى.
وحذرت المصادر السورية الفلاحين والمزارعين في محافظة الحسكة عدم استلام البذار من مصدر غير موثوق ولا سيما أنها لم تخضع لأي عمليات تحليل واختبار ضمن المختبرات الخاصة بالمؤسسات الرسمية الحكومية ذات الشأن لأن الجهة الوحيدة المعتمدة في عمليات توزيع البذار هي المؤسسة العامة لإكثار البذار الحكومية.
مناقشة