قالت مصادر محلية في ريف الحسكة لوكالة "سبوتنيك": إن مجموعة من أمهات وذوي فتيات قاصرات في مدينة (عامودا) على الحدود (السورية- التركية) شمالي محافظة الحسكة، نفذن اليوم السبت 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقفة احتجاجية طالبن خلالها بإعادة فتياتهن القاصرات من مراكز ما يسمى تنظيم "الشبيبة الثورية" المعروفة باسم "جوانن شورشكر"، التابع لتنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي.
وكان مسلحو تنظيم "جوانن شورشكر" قد اختطف منذ مساء يوم الأحد الفائت ثلاثة قاصرات بهدف تجنيدهن، وهن: هدية عبدالرحيم عنتر (15 عاما)، أفين جلال خليل (15 عاما)، إيانا إدريس إبراهيم (15 عاما)، واقتادوهن إلى معسكرات تابعة لهم.
احتجاجات نسائية ضد تجنيد القاصرات ضمن مناطق سيطرة الجيش الأمريكي شرقي سوريا
© Sputnik . Ali Hashem
وأفادت المصادر بأن التنظيم خطفت الفتاة أفين جلال خليل مع صديقتها، واقتادوهما إلى مراكز التنظيم في مدينة عامودا، وهذه المدينة السورية تعتبر المعقل الرئيسي للمسلحين الموالين للجيش الأمريكي ومقر ما يسمى "الإدارة الذاتية الكردية"، ومن ثم تم نقلهما إلى مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة.
كما كشف تسجيل صوتي، نشره العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب فيها أفين إحدى المسؤولات في تنظيم "جوانن شورشكر" بإعادتها إلى المنزل، لأنها غير قادرة على الابتعاد عن والدتها، مهددة بأنها قد تموت إن أبعدت عن منزلها ووالدتها.
وقالت مصادر محلية لـ"سبوتنيك" أن مسلحي تنظيم "الشبيبة الثورية" خطفوا أيضا كل من "إيانا إدريس إبراهيم (15عاما) وهدية عبد الرحيم عنتر (15عاما) وعبير كاسترو عبد العزيز (15 عاما)" من ريف مدينة المالكية شمال شرقي الحسكة، وتم اقتيادهن إلى معسكرات التنظيم، وأضافت المصادر بأن مصيرهن لا يزال مجهولاً، وسط نداءات ذويهن والأهالي بإعادتهن إلى منازلهن.
كما اختطفت ما تسمّى بـ"الشبيبةِ الثورية" (جوانن شورشكر) التابعةِ لتنظيم "قسد"، طفلاً من مناطق سيطرتها في مدينة حلبَ بهدف تجنيدِه، ليكونَ الحالةَ السابعة خلال أسبوعٍ واحد.
وقال ناشطون من عفرين الخاضعة لسيطرة الجيش التركي إنَّ “ما تسمّى بـ "الشبيبة الثورية" خطفتْ الفتى (عصامَ محمد عيسى 13 عاماً) من مدرسته في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، واقتادتهُ إلى جهة مجهولةٍ بهدف تجنيدِه في صفوفها ، وينحدر الطفلُ من قرية قطمة في منطقة عفرين.
من جهته، أصدر تنظيم (المجلس الوطني الكردي المعارض) الموالي لتركيا، بياناً قال فيه:
منذ سنوات خطفت وجندت هذه المنظمة (الشبيبة الثورية) مئات الأطفال القُصر وزادت وتيرة هذه الجرائم منذ بداية العام الجاري وتلقت عوائل الفتيات المخطوفات اتصالات من مسؤولي هذا التنظيم تؤكد تجنيد أطفالهم في صفوف القوات العسكرية وأنهن سيخضعن لدورات تدريبية عسكرية لمدة ستة أشهر ولن يتمكن من التواصل خلال هذه الفترة مع عوائلهم.
وتابع البيان: "إن المجلس الوطني الكردي يدين بأشد العبارات جرائم وانتهاكات هذه المنظمة بحق أبناء شعبنا وخاصة خطف وتجنيد الأطفال القُصر ويحّمل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المسؤولية الكاملة لمنعها ومحاسبة مرتكبيها وحل هذه المنظمة، لا سيما وأن مكتب “حماية الطفولة” الذي أسسه "قسد" غير قادر على إعادة الأطفال المخطوفين لذويهم".
كما ناشد "المجلس الوطني الكردي": الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المعنية بحماية حقوق الطفل، وقوات "التحالف الدولي" بقيادة الجيش الأمريكي بالقيام بمسؤولياتهم والضغط على "قسد" لإعادة عشرات الأطفال القُصر المخطوفين لدى منظمة "جوانن شورشكر" والميليشيا التابعة لها" بحسب بيان المجلس.
يذكر أن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يؤكد بأن “تجنيد الأطفال إلزامياُ أو طوعياً” في القوات أو الجماعات المسلحة يشكّل جريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.
يشار أن ممارسات تنظيم "قسد" والجيش الأمريكي مستمرة في مناطق سيطرتهما بالجزيرة السورية، والتي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح وفرض الاتاوت والضرائب وحملات التجنيد الإجباري والاعتقالات العشوائية، بما في ذلك مسلسل خطف القصر والقاصرات رغم الوعود المتكررة التي يقدمها التنظيم الموالي للجيش الأمريكي للحد من هذه الظاهرة.