وفي يوم الأربعاء الماضي، قالت السلطات إن الشرطة استقبلت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بعدما اقتحموا البرلمان الوطني في العاصمة هونيارا، وأضرموا النيران في مركز للشرطة ومباني في الحي الصيني.
واشتعلت النيران، يوم الخميس، في المزيد من المباني، لتضطر الشرطة هناك لإقامة حاجز شديد الحراسة لمنع المتظاهرين من دخول المنطقة التجارية الرئيسية في المدينة.
وبعد ظهر يوم الخميس، أعلنت الحكومة الأسترالية أنها سترسل قوة حفظ سلام إلى جزر سليمان بعد طلب المساعدة من رئيس الوزراء، ماناسيه سوغافاري.
القصة وراء الاحتجاجات
يقول الخبراء إن الاستياء يتصاعد منذ عقود بين جزيرتي جوادالكانال ومالايتا، خاصة بسبب التوزيع غير المتكافئ للموارد ونقص الدعم الاقتصادي، الذي جعل الأخيرة واحدة، من أقل المقاطعات نموا في الدولة الجزيرة.
كما أنه كان هناك استياء مستمر في جزيرة مالايتا بشأن قرار الحكومة المركزية في عام 2019، بتحويل ولاءاتها الدبلوماسية إلى الصين من تايوان، وهي جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي، وتزعم الصين أنها أراضيها.
واتهمت وزارة الخارجية التايوانية بكين برشوة ساسة جزر سليمان للتخلي عن تايبيه في الفترة التي تسبق الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في ظل الحزب الشيوعي.
كذلك أدت التوترات بين الجزر إلى نشوب صراع أهلي بين الميليشيات في الجزيرتين الرئيسيتين من عام 1998 إلى عام 2003 ، خلال فترة عُرفت باسم "التوترات"، وهو ما أدى ذلك إلى نشر قوة حفظ سلام بقيادة أستراليا ونيوزيلندا من 2003 إلى 2017.
ما هي جزر سليمان؟
هي عبارة عن أرخبيل يتكون مما يقرب من 1000 جزيرة في المحيط الهادئ على بعد نحو 1000 ميل شمال شرق أستراليا، ويبلغ عدد سكان سلسلة الجزر 710 آلاف نسمة، معظمهم من المزارعين والصيادين.
وتعتبر مالايتا هي الجزيرة الأكثر اكتظاظا بالسكان، ويبلغ عدد سكانها 160,500 نسمة اعتبارا من العام الماضي 2020، وتقع على بعد 30 ميلا شمال شرق الجزيرة الأكبر، جوادالكانال، عبر مضيق لا غنى عنه.
ووجدت الدولة الجزيرة نفسها في صراع جيوسياسي متصاعد بسبب قرار عام 2019، والذي وجه ضربة لمكانة تايبيه العالمية ودبلوماسية واشنطن الإقليمية.
كيف أصبحت جزر سليمان بؤرة القوى العالمية؟
تعتبر أمريكا أن جزر سليمان ودول المحيط الهادئ الأخرى حاسمة في منع الصين من تأكيد نفوذها في المنطقة.
وتستثمر الصين بكثافة في المحيط الهادئ، الأمر الذي أثار قلق المسؤولين الأمريكيين، وفي عام 2019، وقعت شركة صينية اتفاقية لاستئجار إحدى الجزر، لكن المدعي العام لجزر سليمان حكم عليها لاحقا بأنها غير قانونية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها وجود الصين على الجزر مصدر خلاف، ففي عام 2006، اندلعت أعمال شغب وسط شائعات بأن انتخاب رئيس وزراء لا يحظى بشعبية تأثر برشاوى مالية من الصين أو تايوان.
ومع اندلاع الاحتجاجات الأخيرة، قالت السفارة الصينية في هونيارا في بيان نُشر، يوم الأربعاء الماضي، إنها "طلبت من جزر سليمان اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتعزيز حماية الشركات والأفراد الصينيين".
كما نصحت السفارة مواطنيها في "المناطق الشديدة الخطورة" بإغلاق أعمالهم وتوظيف حراس الأمن.