تحتاج بشرة الإنسان كما هو الحال في جسمه، إلى وجود توازن صحيح بين مجموعة من العناصر الغذائية لأداء وظيفتها الرئيسية، أي وظيفة الجلد، حيث يشكل جلد الإنسان حاجزا يحمي باقي أجزاء وأعضاء الجسم الداخلية من الأشياء أو العوامل الخارجية المختلفة مثل البيئة المحيطة ودرجات الحرارة المتباينة ومنع دخول الكائنات الضارة وغيرها.
"طعام الجلد".. مجموعة عناصر يجب أن تتكامل معا
لكن لتحقيق هذه المهمة، يجب دعم البشرة من الداخل، أي إطعامها، حيث تحتاج إلى مجموعة من العناصر التي تتكامل لتشكل معا مادة داعمة للجلد، الأمر الذي ينعكس على مظهره الخارجي.
ورصد فريق تحرير وكالة "سبوتنيك" مجموعة المقالات المنشورة في عدد من المجلات المتخصصة في صحة الإنسان والتجميل والتي أشارت إلى وجود مجموعة فيتامينات والعناصر التي تدعم هذا الحاجز المنيع الذي يحيط بكامل جسم الإنسان تقريبا، وهذه هي أهم العناصر التي اتفقت عليها أغلب المقالات:
1- فيتامين هـ... يحمي من الأشعة وواقي الجلد
ويطلق عليه العلماء اسم ألفا توكوفيرول، وهو عنصر اساسي في تحضير وصناعة مستحضرات العناية بالبشرة، ويعتبر هذا الفيتامين أحد مضادات الأكسدة المرطبة التي تحمي حاجز البشرة وتحسن ترطيبها.
وبحسب دراسة نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (sciencedirect)، فإن فيتامين هـ له فوائد واقية من الأشعة فوق البنفسجية عند اقترانه مع فيتامين سي.
ويحمي فيتامين هـ أغشية خلايا الجلد من الأكسدة بواسطة الجذور الحرة، وتحديداً عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، بحسب موقع "allure" المتخصص في التجميل.
2- فيتامين سي... منتج الكولاجين ومحارب الأصبغة
وطلق على هذا الفيتامين اسم حمض الأسكوربيك، وهو أحد أهم مضادات الأكسدة التي تعزز إنتاج الكولاجين، كما يقلل هذا الفيتامين من تكوين الصباغ في الجلد، ويحمي الجلد من الضغوط البيئية.
وتشير أخصائية الأمراض الجلدية الأمريكية، جينين داوني، إلى أن فيتامين سي هو "أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تساعد في بناء الكولاجين وتنعيم مظهر البقع الداكنة".
وبحسب موقع "goop" المتخصصة بالتجميل أظهرت الدراسات أن لفيتامين سي الموضعي تأثيرا خفيفا في الحماية من أشعة ويمكن أن يساعد في توحيد لون البشرة وتفتيحها.
وتضيف الطبيبة: "عند استخدامه بانتظام، يمكن أن يساعد أيضا في تقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد".
3- فيتامين أ... داعم البصيلات ومانع الخدوش
تحتاج كل من الطبقات العلوية والسفلية من الجلد إلى فيتامين أ، حيث يمنع أضرار أشعة الشمس من خلال منع وتثبيط العملية التي تتسبب بكسر الكولاجين.
وبحسب المقال المنشور في مجلة "webmd" الطبية، يساعد هذا الفيتامين الغدد الدهنية حول بصيلات الشعر على العمل وقد يساعد أيضًا في التئام الجروح والخدوش، خاصة إذا كان الإنسان يتناول أدوية لتقليل الالتهاب، وبدون كمية كافية من فيتامين أ، قد تصاب بشرة الإنسان بالجفاف والحكة أو النتوءات.
4- الدهون الصحية... المسؤول الأول عن توهج البشرة ونضارتها
تعتبر الدهون الصحية الباب الأول ليصل الإنسان على بشرة متوهجة وبلون جميل على "توهجها"، لذلك فإن تضمين القليل جدا من الدهون في النظام الغذائي يمكن أن يجعل بشرة الإنسان مجعدة وجافة.
ونصح موقع "webmd" الطبي بالتركيز على الدهون الأحادية غير المشبعة والمتعددة من النباتات مثل المكسرات والبذور والأفوكادو والأسماك، حيث تساعد هذه الدهون البشرة على البقاء رطبة وثابتة ومرنة.
وتعتبر أحماض أوميغا 3 الدهنية من أهم أنواع الدهون المتعددة غير المشبعة، والتي لا يستطيع جسمك تكوينها ولكن يحتاجها لبناء جدران الخلايا. كما أنها تمنع مادة كيميائية تسمح لسرطان الجلد بالنمو والانتشار، وقد تقلل الالتهاب.
5- بروتين... صانع الكولاجين والكرياتين ومقشر الجلد
يحول جسم الإنسان البروتينات التي يتناولها إلى كتل بناء تسمى "الأحماض الأمينية" ويعيد استخدامها لصنع بروتينات أخرى، بما في ذلك الكولاجين والكيراتين التي تشكل بنية الجلد، كما تساعد الأحماض الأمينية أيضا على تقشير الجلد القديم.
كما تعتبر بعض الأحماض الأمينية من مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجلد من الأشعة فوق البنفسجية ومن "الجذور الحرة" التي تتكون عندما يكون الإنسان بالقرب من شخص مدخن أو يتعرض لدخان السجائر.
وعلى الرغم من أن أغلب المقالات ركزت على هذه العناصر، إلا أن الجلد يحتاج إلى تنوع كبير أيضا من بعض الفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين ب وغيرها بالإضافة إلى دعم الجسم بشكل مستمر بالماء الذي يساعد على ترطيب البشرة، وفي الختام يؤكد العلماء أن القاعد الذهبية التي تؤكد على ضرورة التوازن الغذائي هي المفتاح الأساسي لجسم صحي.