حدوث التجلطات لمن يتلقى لقاح أسترازينيكا دون غيره، جعل الباحثين يشكون في تركيبة اللقاح نفسها، لأن لقاح أسترازينيكا هو اللقاح الوحيد في بريطانيا الذي يعتمد على حقن الجسم بنسخة معدلة من الفيروس لتدريب الجسم عليه، أما بقية اللقاحات المستعملة في بريطانيا فتعتمد على إمداد الجسم بمختصر للرموز الجينية للفيروس وليس نسخة معدلة منه.
هنا، استعمل الباحثون تقنية المجهر الإلكتروني لالتقاط صور للفيروس على المستوى الجزيئي لمعرفة ما يحدث عند دخوله للجسم، فاكتشفوا السبب، وهو أن هناك بروتينا في الدم ينجذب إلى مكون أساسي في اللقاح، بحسب دراسة نشرت في مجلة "تطورات علمية".
ولاحظ الباحثون أن الطبقة الخارجية للفيروس المعدل (أي اللقاح) تجذب إليها بروتين صفائح الدم مثلما يفعل المغناطيس، لأن الطبقة الخارجية للفيروس المعدل سلبية وصفائح الدم موجبة فهما يتناسبان تماما، بحسب ما قاله البروفسور آلن باركر، أحد الباحثين في جامعة كارديف لبي بي سي.
وأضاف: "تمكنا من تأكيد العلاقة بين الفيروس المعدل وصفائح الدم. وما توصلنا إليه هو تحديد العامل المؤثر، ولكن هناك الكثير من الخطوات الأخرى".
ويرى الباحثون أن الجسم يبدأ في مهاجمة صفائح الدم لاشتباهه في أنها أجزاء من الفيروس المعدل الذي تلتصق به. فتنطلق الأجسام المضادة في الدم الذي يتجمع مع الصفائح ويؤدي إلى تشكيل جلطات خطيرة. ولكن هذا كله يحدث بسبب فلتات نادرة وهو ما يفسر ندرة جلطات الدم.
وأشاد اختصاصي أمراض الدم في مستشفيات برمنغهام، ويل ليستر، بنتائج البحث الدقيقة والمفصلة، قائلا إنها تساعد في فهم "المراحل الأولى الأرجح" في تجلط الدم.
وأضاف أن العديد من الأسئلة لا تزال دون جواب من بينها إذا كان بعض الأشخاص أكثر عرضة لتجلط الدم من غيرهم، ولماذا أغلب حالات التجلط تحدث في أوردة الدماغ والكبد. ولكن هذا سيكشف عنه الوقت والمزيد من البحث.