وتشير عدد من الدراسات إلى أن الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يجعلنا نشعر بمشاعر إيجابية، ويحسن مزاجنا ليس فقط عندما نشعر بالاكتئاب، بحسب "MAKO".
اتضح أن الموسيقى الحزينة هي مصدر علاجي حقيقي، فهي تحسن حياتنا العاطفية والعقلية وتجعلنا أقوى على المدى القصير والطويل.
تمنح الموسيقى الحزينة الأشخاص خيار استكشاف المشاعر الصعبة التي يحتفظون بها لأنفسهم وغالبا ما يجدون صعوبة في مشاركتها وإخراجها، حيث لا يؤدي تجنب المشاعر، بالطبع إلى اختفائها، ونحتاج جميعا إلى تفريغها بطريقة ما.
والاستماع إلى الأصوات الحزينة يساعدنا على معالجة المشاعر التي قد تكون صعبة أو مؤلمة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للموسيقى الحزينة أن تذكرنا أيضا بأننا لسنا وحدنا في تجاربنا الصعبة وأننا جميعا نتشارك نفس المشاعر المؤلمة.
تظهر الدراسات أن هناك علاقة واضحة بين ما نشعر به والموسيقى التي نختار سماعها. وجدت الأبحاث أن الناس يميلون أكثر لاختيار الأغاني الغاضبة بعد تفاعل اجتماعي محبط والألحان الحزينة بعد تجربة انفصال سيء.
في دراسة نُشرت في يونيو/حزيران 2020، جعل الباحثون الأشخاص الذين تم تشخيصهم سابقا بالاكتئاب يستمعون إلى أنواع مختلفة من الموسيقى الكلاسيكية، ووجدوا أن المشاركين يفضلون الموسيقى الحزينة على الأصوات الأكثر تفاؤلا لأنها تجعلهم يسترخون.
وخلص الباحثون إلى أن الألحان الأقل تفاؤلا كانت مهدئة للأشخاص المصابين بالاكتئاب، لأنها كانت أكثر توافقا مع مستويات طاقتهم.
حللت مراجعة متعمقة من عام 2017 بيانات من تسع دراسات سابقة تابعت أكثر من 400 شخص مصاب بالاكتئاب.
قارنت الدراسات تأثيرات العلاج بالموسيقى على العلاج النفسي المنتظم، ووجدت أن إضافة العلاج بالموسيقى إلى الاكتئاب الكلاسيكي ساعد الناس على تحسين الأداء في كل ما يتعلق بالعمل والعلاقات والأنشطة الأخرى.
أفاد العديد من الأشخاص الذين يستمعون إلى الموسيقى الحزينة أنه في حين أن المقطوعة الموسيقية تنقل بوضوح المشاعر السلبية، إلا أنهم لا يعانون من مثل هذه المشاعر السلبية أثناء الاستماع، وفي الواقع غالبا ما يواجهون مشاعر إيجابية إلى حد ما.
تابعت دراسة مثيرة للاهتمام 44 مشاركا استمعوا إلى مقطوعات موسيقية وقدموا بيانات عن مجموعة متنوعة من المشاعر من خلال تصنيف 62 كلمة أو تعبيرات وصفية متعلقة بالعواطف على مقياس يتراوح من 0 (لا على الإطلاق) إلى 4 (كثير جدا).
ووجدت النتائج أن الموسيقى الحزينة كان يُنظر إليها على أنها أكثر مأساوية، في حين أن التجارب الفعلية للمشاركين الذين استمعوا إلى الموسيقى الحزينة جعلتهم يشعرون بمشاعر أكثر رومانسية وبهجة وأقل مأساوية مما كانوا يتصورونه بالفعل فيما يتعلق بنفس الموسيقى.
علاوة على ذلك، تحفز الموسيقى الحزينة مناطق الدماغ التي تتحكم في الذاكرة والأداء والتعاطف، وفقا للنتائج المنشورة في سبتمبر/أيلول 2020 في مجلة NeuroImage.
وفقا للدراسة، يمكن للألحان الكئيبة أن تحفز أجزاء دماغنا التي تتحكم في خيالنا وتنظم عواطفنا.
نعلم جميعا جيدا الشعور بالراحة بعد البكاء. وكذلك الموسيقى التي تعتبر حزينة، فهي تهدئنا وترفع معنوياتنا.