خلال الأشهر الأخيرة سجلت الأسعار ارتفاعا كبيرا مقارنة بالأسعار التي سبقتها خلال عمليات الإغلاق، إلا أن ظهور المتحور "أوميكرون" الجديد يثير تخوفات عدة قد تنعكس على أسعار النفط كما حدث في السابق.
كما جاء قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك بلس، بمواصلة زيادة الإمدادات بواقع 400 ألف برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني، في ظل تخوفات من العودة للإغلاق مرة أخرى.
وبحسب الخبراء فإن المنظمة تسعى للحفاظ على استقرار الأسعار خاصة بعد الخسائر التي طالت القطاع خلال العامين الماضين، حيث انخفض سعر البرميل إلى نحو 37 دولارا.
وقال سيخوليلي مويو، العالم الذي اكتشف سلالة فيروس كورونا "أوميكرون" التي تنتشر حاليا حول العالم، إن السرعة التي تطور بها النمط غير المعتاد من الطفرات للمتحور الجديد هي مصدر قلق.
وبحسب وكالة "بلومبيرغ"، فإن إحدى النظريات تقول إن هذه السلالة الجديدة تطورت في شخص يعاني من ضعف المناعة وكان يؤوي الفيروس بداخله فترة أطول بكثير من المعتاد.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل اليوم الاثنين بعد أن رفعت السعودية أكبر مُصدر للنفط في العالم أسعار خامها المباع إلى آسيا والولايات المتحدة، ومع وصول المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي إلى طريق مسدود فيما يبدو.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير/ شباط 1.39 دولار بما يعادل 0.2 في المئة إلى 71.27 دولار للبرميل عند الساعة 0458 بتوقيت غرينتش.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.40 دولار أو 2.1 في المئة إلى 67.66 دولار للبرميل، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
تحذيرات الأطباء
رغم تحذيرات الخبراء والأطباء من سرعة انتشار المتحور الجديد، إلا أن خبراء الطاقة أكدوا أن تأثيره على أسعار النفط لن يكون بنفس التأثير الأول، خاصة في ظل انتشار حصول نسبة كبيرة من سكان العالم على اللقاح.
من ناحيته، قال عايض آل سويدان خبير النفط والطاقة السعودي، إن قرار منظمة "أوبك" وحلفائها من خارج المنظمة بزيادة الإنتاج جاء بعد دراسة عميقة لأسواق النفط العالمية.
كما أكدت للجميع أن "أوبك بلس" تعمل جاهدة على استقرار الأسواق النفطية وليس البحث عن مكاسب مالية لحظية، بحسب آل سويدان.
استقرار الأسعار
وأضاف الخبير في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المنظمة تدرس القدرة الإنتاجية الفعلية للدول الأعضاء، خاصة أن بعض الدول تواجه صعوبة في الوصول إلى المعدل المقرر، ومنها على سبيل المثال نيجيريا، أنغولا.
ويرى خبير الطاقة السعودي، أن الأسعار ستستقر عند المستويات الحالية دون تأثر كبير بسبب الزيادة، مع مراعاة النظر للبيان النهائي، الذي أضاف نقطة هامة وهي "أن يظل الاجتماع في حالة انعقاد انتظارًا لمزيد من التطورات للوباء ومواصلة مراقبة السوق عن كثب وإجراء تعديلات فورية إذا لزم الأمر."
حالة الترقب لما يمكن أن يفرضه المتحور الجديد أوميكرون لا زالت مستمرة، خاصة في ظل تعليق بعض الدول للطيران مع دول أخرى، وهنا يشير خبير الطاقة، إلى أن "أوبك بلس" يمكنها أن تتخذ ما يلزم دون الانتظار للاجتماع القادم حال حدث أمر طارئ قد يوثر على أساسيات الطلب والعرض.
مواجهة المستجدات
في الإطار يقول الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي، إن المتحور الجديد لن يؤثر على أسعار النفط خاصة أن "أوبك بلس" تمتلك المقومات والأدوات لمواجهة المستجدات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأسعار تستمر عند 70 إلى 75 دولارا خلال الفترة المقبلة.
وارتفعت الأسعار رغم قرار الأسبوع الماضي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك بلس، بمواصلة زيادة الإمدادات بواقع 400 ألف برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني.