وقال عضو لجنة إدارة هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين بقطاع غزة، عبد الناصر فروانة، في تصريحات لـ"سبوتنيك" إن "الفيلم يشكك بأبوية أطفال النطف وهم الأطفال الذين تنجبهم زوجات الأسرى عبر النطف المهربة من أزواجهن الأسرى".
وأكد فروانة أن "فيلم "أميرة" يذهب إلى أن نسب أطفال النطف المهربة الفلسطينيين إلى ضباط إسرائيليين، وهذا يعد إساءة للأسرى ولنضالاتهم داخل السجون الإسرائيلية".
وأوضح أن "سحب الهيئة الملكية للفيلم من جوائز الأوسكار، جاء نتيجة للضغط الشعبي والرسمي الفلسطيني وحالة الرفض الواسعة للفيلم ومضمونه"، مضيفا: "لكن الهيئة للأسف لم تقر ولم تؤمن أنه لا يمس بالقضية ولا بقضية الأسرى، وفقا لما جاء في بيانها".
واستطرد: "نرحب بسحب الفيلم وهي خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح، ويعالج جزءا من المشكلة، لكن الأهم أن تؤمن الهيئة الملكية والمخرج والمنتج أنه يسيء للقضية الفلسطينية ولنضالات الأسرى، ومن ثم العمل على وقف عرضه بتاتا وطي هذه الصفحة إلى الأبد".
وبيّن الفروانة أن "تهريب النطف المنوية هو واحدة من معارك التحدي التي خاضها الأسرى وحققوا فيها الانتصار الذي منحهم السعادة والحياة، فخلف القضـبان رجال يتحدون السجان، ويعانقون الحياة التي ناضلوا من أجلها، ويهربون النطف المنوية لكي تنجب نساؤهم أطفالاً لهم يحملون أسماءهم من بعدهم، ويقاتلون من أجل حياة أفضل".
وقال إنه "في يوم السبت الماضي الموافق 4 ديسمبر 2021، أنجبت السيدة رسمية حميد، من بيت حانون شمال قطاع غزة، توأم ذكور: هاني وهمام، بواسطة نطف محررة (مهربة) من زوجها ناهض عبد القادر حميد (42 عاما) الأسير في السجون الإسرائيلية 14 عاما ونصف".
وأشار إلى أن "حالة الأسير ناهض حميد تعتبر الرابعة هذا العام، وبولادة التوأم فإن عدد "سفراء الحرية"، وهو مصطلح يطلقه الفلسطينيون على أطفال النطف المهربة، يرتفع ليصل إلى (101) طفلا، بينما حمل الأسير ناهض حميد الرقم (71)، وهو مجموع الأسرى الذين خاضوا التجربة بنجاح منذ عام 2012، وعادة ما يخوض هذه التجربة الأسرى المحكومون بالمؤبد، أو لأعوام طويلة، أو مَن يتوقعون أحكاماً عالية"، وفقا لفروانة.
وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، اليوم الخميس، سحبها فيلم "أميرة" من سباق الأوسكار، وذلك رغم تأكيد الهيئة تقديرها لقيمة الفيلم الفنية وإيمانها بأنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال القضية الفلسطينية ولا قضية الأسرى.
ووفقا لبيان صادر عن الهيئة الملكية للأفلام، حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه، فقد "قرّرت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الجهة الرسمية في البلاد المخولة لتقديم الأفلام للترشح في جوائز الأوسكار، سحب فيلم "أميرة" من سباق جوائز الأوسكار 2022".
وأضاف البيان: "نقدر قيمة الفيلم الفنية ونؤمن أنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى؛ بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال".
وأشار البيان إلى أن هذا كان أيضا رأي أعضاء لجنة الاختيار المستقلة، التي تم تشكيلها من قبل الهيئة الملكية للأفلام، والتي اختارت فيلم "أميرة" من بين أفلام أخرى ليمثل المملكة.
وأعلن المخرج المصري محمد دياب، مخرج فيلم "أميرة"، وقف عرض الفيلم، بعد الجدل الذي أثاره أخيرا، وانتقاد مؤسسات مهتمة بشؤون الأسرى الفلسطينيين لقضية الفيلم.
وقال دياب في بيان نشره على صفحته على "فيسبوك"، تحت عنوان "بيان من أسرة فيلم أميرة": "نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية".
وأضاف: "لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم "أميرة"، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية".