وأجرت وكالة تسنيم، اليوم الأحد، مقابلة مع رفعت بدوي، الذي يرى أن الأزمة السعودية مفتعلة، ليست نتيجة تصريح وزير من هنا أو هناك، مدعيا أن قرداحي حُمّل أكثر من طاقته، وبأن الرياض ترى أن هناك هيمنة لحزب الله على القرار السياسي في لبنان.
واستشهد بدوي بتصريح سابق لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والذي أوضح من خلاله أن المشكل ليس بتصريح وزير، وإنما بما تسميه الرياض هيمنة حزب الله اللبناني على القرار السياسي في البلاد، مدعيا أن المملكة تريد تغيير قواعد اللعبة في لبنان، موضحا أن هذا الطلب غير قابل للتنفيذ، كونه يعني اندلاع حرب أهلية حتمية تستبيح كل شيء في البلاد.
وحول مبادرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للإصلاح بين لبنان والسعودية، رأى رفعت بدوي أنها عبارة عن تجميع مصالح أو التقاء مصالح، لافتا إلى أن المصلحة الأولى فرنسية بامتياز، على اعتبار أن ماكرون يرغب في تحقيق نجاح سياسي في لبنان، لاستغلال ذلك على الصعيد الفرنسي الداخلي، لرغبته في التجديد لولاية رئاسية ثانية.
وكانت أزمة دبلوماسية قد اندلعت بين المملكة العربية السعودية ولبنان، على إثر تصريحات تم تداولها لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ينتقد فيها الحرب التي تشنها المملكة والتحالف العربي في اليمن.
وبسبب تلك التصريحات قامت المملكة بسحب سفيرها من بيروت، وطرد السفير اللبناني، وأتبعت ذلك ببعض الإجراءات العقابية على المستوى الاقتصادي، مثل إيقاف الواردات اللبنانية إلى المملكة، وهو ما زاد من أزمة لبنان الاقتصادية.
وقبيل زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى السعودية، قدم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته إلى الرئيس عون ورئيس الوزراء اللبناني، مؤكدا أنه قام بذلك ليعطي فرصة للمبادرة الفرنسية من أجل رأب الصدع بين البلدين.