وقتل 3 عناصر من حركة حماس، مساء أمس الأحد بالرصاص خلال تشييع عضو الحركة إبراهيم شاهين الذي قتل في انفجار قبل يومين في مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
وحملت حركة "حماس" في بيان لها بعد ساعات من الحادث "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" المسؤولية المباشرة لمقتل 3 من عناصرها في مخيم البرج الشمالي بمدينة صور جنوب لبنان.
اتهامات حماس
وقالت "حماس" في بيانها إنها "تحمل قوات الأمن الوطني الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".
واعتبرت الحركة أن "هذه المجزرة هي جريمة تستهدف كامل المجتمع الفلسطيني في لبنان، وتعد اعتداءً على الوجود الفلسطيني في لبنان، وعلى قواه الوطنية".
من جهتها، حملت حركة "حماس" قوات الأمن الوطني الفلسطيني المسؤولية المباشرة عن مقتل 4 من عناصرها خلال التشييع.
وأشارت إلى أن "الجنازة تم التوافق على تفاصيلها وطنياً ورسمياً وتمت بحضور وطني فلسطيني ولبناني".
وقالت إن "عناصر قوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة للسلطة الفلسطينية، أطلقوا النار بشكل مباشر ومتعمد وبهدف القتل من أسلحة رشاشة على المشاركين في موكب التشييع".
وأكدت الحركة في بيانها أن "إطلاق النار أدى إلى مقتل 3 من عناصرها تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 30 عاما، إضافة إلى سقوط عدد آخر من الجرحى".
واعتبرت حماس أن "الحديث يدور عن سابقة لم تحدث يومًا في جنازة شهيد سوى ما كانت تفعله قوات الاحتلال ضد شعبنا في جنازات الشهداء".
وقالت إن الحادث يهدف إلى "تخريب مسيرة السلم الأهلي والأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني في لبنان، كما تستهدف العبث بأمن المجتمع اللبناني في عمق منطقة حساسة في جنوب لبنان كانت وما زالت خزان مقاومته وحاضنة نصره، في الوقت الذي يشهد فيه لبنان العزيز أزمة اقتصادية واجتماعية وتستهدفه مشاريع أمنية إسرائيلية".
ودعت الحركة أجهزة الأمن اللبنانية إلى "ملاحقة هؤلاء القتلة ووقف التعاون مع جهاز يرتكب مثل هذه المجزرة".
جريمة متعمدة
واعتبر القيادي في حركة فتح، والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، أن "اتهامات حماس للأمن الفلسطيني بالمسؤولية عن إطلاق النار على إحدى الجنازات في مخيم برج الشمالي مجرد اتهامات واهية، وهدفها حرف الأنظار عن جريمة تخزين الأسلحة الحمساوية في إحدى مساجد المخيم وإنفجارها ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في استخفاف واضح من حماس بأرواح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
وبحسب رواية الأيوبي لـ "سبوتنيك"، هاجم بعض مقنعي حماس جنازة حمزة شاهين، أحد ضحايا انفجار مستودع الذخائر التابع لحماس، وقاموا بإطلاق النار بشكل مباشر على المشاركين، وهو ما يؤكده تقاطع روايات شهود العيان.
وقال الأيوبي، إن "حماس تمارس الإرهاب بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحتضن العصابات الإرهابية في المخيمات تحت اسم جبهة العمل الإسلامي، وتنشر الذعر في صفوف المخيمات المكتظة باللاجئين بهدف الوصول للسيطرة على هذه المخيمات وإخضاعها لأجندتها".
وطالب الأيوبي كافة اللاجئين الفلسطينيين "اليقظة من الفتنة التي تسعى حماس إشعالها في المخيمات خدمة لحزب الله في لبنان، وضرورة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية لأنها صمام الأمان للوحدة الوطنية والسلم الأهلي في مخيمات الشتات".
تعميق الخلاف
بدوره اعتبره الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، أن "التوتر الحاصل بين فتح وحماس منذ فترة، ليس فقط في فلسطين ولكن أيضا في لبنان حيث اتهمت حماس السلطة والأجهزة الأمنية عن مقتل عدد من مشيعي إحدى الجنازات في مخيم برج الشمالي بلبنان".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي الأمر في سياق الحملة المتبادلة بين الطرفين، فاتهام حماس للأمن الوطني التابع للسلطة الفلسطينية بأنه يقف وراء إطلاق النار على المشيعين وقتل 3 منهم، يمهد لمرحلة كبيرة من التوتر تشبه ما حدث في عام 2007، عندما كانت هناك اتهامات متبادلة بين الطرفين، ونتج عنها انقلاب حماس عن السلطة في غزة.
ويرى أن الأمور اليوم "أخذت هامش الاشتباك الإعلامي والميداني كما حدث في البرج الشمالي في لبنان، وأن الأمور تتصاعد ولا يوجد أي مبادرات حتى الآن لوقف التصعيد، وحقن الدماء، مؤكدًا أن لبنان تحول لساحة صراع فلسطيني- فلسطيني قد ينتج عنه تبعات تمس الفلسطينيين في لبنان الذين عانوا من ويلات الحروب الأهلية السابقة".
وقال إن "حماس تريد أن تفرض وجودها في الساحة اللبنانية بشكل كبير جدا وترى أن هذا الحدث يجب أن يُستغل بشكل جيد لإثبات قوة حماس وحضورها"، وأضاف: "في خلاصة الأمر أعتقد أن الأمور تذهب باتجاه المزيد من الانقسام وسلخ المشروع الوطني الفلسطيني عن بعضه البعض من خلال الخلافات التي تصل للاشتباك بين فتح وحماس، أو السلطة وحماس سواء في الداخل أو في الخارج".
وكانت حركة حماس قد أوضحت أمس أن الانفجار الذي وقع الجمعة، في مخيم الشمالي للاجئين الفلسطينيين، بمدينة صور جنوبي لبنان، نجم عن ماس كهربائي، في مخزن يحوي أسطوانات أكسجين ومواد مخصصة لمرضى "كوفيد-19".