وأرسل جادة تحية لـ"سبوتنيك"، حيث قال: "بداية أحب أن أوجه تحية إلى زملائنا في "سبوتنيك" لأنها من وكالات الأنباء التي أحرص على متابعتها، وأتابعها عبر تويتر، وتصلني أخبارها أولًا بأول".
وأبدى جادة رأيه ببطولة كأس العرب المقامة حاليا في قطر، من حيث التنظيم والاستضافة والمنتخبات المشاركة، حيث قال: "كأس القارات كانت سابقا هي البطولة التي تعتبر بمثابة "بروفا" أو تجربة تسبق كأس العالم بحوالي سنة للبلد المضيف، الآن حدث أمران هو أن الفيفا أوقف كأس القارات وبأن موعد كأس العالم في قطر نقل الى الشتاء ما بين 21 نوفمبر و 18 ديسمبر، بسبب الطقس الحار في الصبف هنا وهذا سوف يكون أنسب فنيا للدوريات الأوروبية في ذروتها".
وأضاف جادة: "لكن من الصعب قبل سنة من كأس العالم أن تتوقف الدوريات الأوروبية من أجل كأس القارات أيضًا، فكان البديل الذي اقترحه الاتحاد القطري على الفيفا، هي بطولة كأس العرب".
واوضح جادة أن "بطولة كأس العرب عزيزة علينا، لكن مع الأسف متعثرة دائما بسبب الاحوال السياسية والأوضاع العامة في المنطقة، أحيانا تقام مرة كل سنة ومرة تقام كل 4 سنوات ومرة كل 10 سنوات، وأحيانا تغيب عقدين من الزمن وآخر بطولة كانت في عام 2012".
وكشف أنه "عندما تقدمت قطر بهذا الاقتراح لـ"الفيفا"، وافقت عليه، وهذه المرة الأولى التي توافق فيها الفيفا، على إقامة بطولة تعتمد على العرق او الجنسية أي العرق العربي أو القومية العربية، لأن الفيفا من عادته أن لا يوافق على بطولات مستندة على الجنس أو العرق أو اللون أو الدين، هو فقط يميز البطولات القارية والعالمية".
وبيّن جادة أن "الاعتراف بهذه البطولة من قبل الفيفا كان خدمة كبيرة قدمتها قطر للعرب ولكأس العرب، حيث أعطى اعتراف الفيفا بالبطولة صبغة مختلفة، فأصبحت بصبغة البطولات الدولية، وجعل الدول العربية دون استثناء وبغض النظر عن أي خلاف سياسي تشارك بها جميعا".
وأوضح جادة: "طبعا 7 منتخبات أُقصوا في التصفيات الأولى، و16 فريقًا لعبوا في الأدوار النهائية، وبمشاركة 16 منتخبا في البطولة فهذا يعادل حجم كأس العالم في بدايته عام 1978، في الأرجنتين حيث بلغ عدد دول المشاركة بكأس العالم 16 منتخبا فقط، ليزداد بعدها إلى 24 في إسبانيا ومن بعدها إلى 32 فريق في الوقت الحالي ليصبح بعدها 48 منتخب بعد بطولة قطر 2022، فحجم البطولة يعتبر مثالي ويعادل نصف كأس العالم، الذي يقام العام المقبل في الدوحة".
وأردف جادة: "كان للمنتخبات العربية الحظ في اللعب في 6 ملاعب من أصل 8 ملاعب ستستضيف مباريات كأس العالم، وبالتالي أتيح للاعبيين العرب أن يصبحوا أول اللاعبين الذين تطأ أقدامهم ملاعب كأس العالم 2022، على الرغم من أن الكثير منهم لم يتأهل للبطولة".
ونوه إلى أن "التنظيم القطري للبطولة كان محكما لأنه تجربة لكأس العالم وبرعاية الفيفا ويعتمد على أعلى المعايير في كل شيء من ملاعب وإقامة، وفي حال وجدت بعض الأخطاء فهذا أمر محمود وجيد لأنه سيساعد قطر على الوصول إلى كأس عالم مثالية قدر الإمكان".
وأبدى جادة رأيه بمستوى المنتخبات العربية المشاركة والتي لعبت أغلبها بالفريق الرديف وحالة الكرة العربية وقتها الحالي، حيث قال: "الكرة العربية بشكل عام أقل مما يجب ان تكون عليه لأسباب عديدة، لأن الكثير من الدول العربية تعاني من مشاكل مختلفة، وقلة من الدول العربية تتمتع بالاستقرار والبحبوحة المادية، هذا ربما ينطبق على دول الخليج لذلك شاهدنا المنتخب القطري مميزا، وبعض المنتخبات فضلت المشاركة بالرديف أو بالاعبيين المحليين أو الثاني، فمثلا دول شمال أفريقيا لاتستطيع المشاركة بلاعبيين محترفين فأنديتهم لن تحررهم وبخاصة أن كأس أفريقيا يقام بعد شهر من كأس العرب".
وأضاف: "كانت المشاركة متفاوتة من حيث المستوى، ومع ذلك المستوى الفني العام للبطولة كان جيدا جدا".
وقال: "المنتخب الجزائري بمحترفيه عربيا كان قويا جدا، وكذلك المنتخب المغربي بمحليه وهو بطل أفريقيا للمحليين كان جيدا جدا، وكذلك المنتخبين المصري والتونسي، ونحن نعرف أن منتخبات عرب أفريقيا أقوى وأفضل حضورا على المستوى الدولي من المنتخبات العربية الآسيوية، بحكم القرب والإحتراف الأكبر من أوروبا يملكون هذه الميزة".
وعن الحضور الجماهيري اللافت، قال جادة: "وبشكل عام مستوى البطولة كان جيدا وشاهدنا حضورا جماهيريا كبيرا من قبل الجاليات العربية في الدوحة بالإضافة لبعض الزوار، حيث قارب الحضور الجماهيري للبطولة من نصف مليون مشاهد، وأنا شخصيا كمتفرج ومراقب راض جدا عن البطولة وأعتقد أنها أفضل نسخة في بطولة كأس العرب".
ورد جادة على سؤال فيما يمكننا القول إن كأس العرب ولدت من جديد، حيث صرح: "صحيح، وقطر جسدت الحلم الكروي العربي في هذه البطولة، ولكن السؤال هل سيبقي الفيفا اعترافه بالبطولة في النسخ القادمة، لأنه لن يكون هناك كل مرة كأس عرب في بلد عربي تسبق كأس العالم".
وأضاف: "أعتقد أن ذلك لن يحدث إلا بعد عشرات السنين، حيث أن الفيفا اعترف بالبطولة كون كأس العالم سيقام ببلد عربي، فهل سيبقى إعتراف الفيفا بالبطولة وهل سيستطيع العرب تلقف هذا الموضوع والضغط على الفيفا لإبقاء إعترافه ومن أجل استمرار البطولة بشكل منتظم وبهذه الطريقة وهذا العدد من المنتخبات".
وحول جاهزية قطر بعد أقل من عام لكأس العالم من ملاعب وبنية تحتية وتنظيم وتأثير الجائحة؟
أجاب جادة عن سؤال حول جاهزية قطر بعد أقل من عام لاستضافة كأس العالم من ملاعب وبنية تحتية وتنظيم وتأثير الجائحة، حيث قال: "الجاهزية حتى هذه اللحظة تصل ل90 إلى 95 في المئة فمن أصل 8 استادات هناك 7 جاهزة الآن، ويبقى استاد "لوسيل" الخاص بالمبارة النهائية أعتقد أنه سيكون جاهزا خلال شهرين وسيكون بحدث رياضي مميز، وبالتالي الملاعب جاهزة".
وأضاف: "لقد حضرت أكثر من كأس عالم وكانت تأتي المباراة الأولى في الملعب وهو غير جاهز 100% وهذا حدث في بطولات ماضية قبل روسيا 2018".
وبيّن أنه "من جميع النواحي من بنية تحتية والإقامة أعتقد أن قطر جاهزة إلى حد كبير لاستضافة كأس عالم مميزة وكأس العالم لطالما عانت من البعد كما في البرازيل وجنوب أفريقيا وروسيا، ومن ثم القادمة والمشتركة ما بين أمريكا وكندا والمكسيك، حيث الطيران يصل لـ6 ساعات أحيانا ضمن الدولة الواحدة، بينما هنا في قطر فإن أطول مسافة بالمترو أو السيارة هي 55 دقيقة بين الملاعب، وبالتالي ستكون أكثر بطولة كأس عالم مريحة".
وخنم جادة: "الجائحة أثرت على كل العالم من جميع النواحي السياحية والاقتصادية والرياضية، وعشنا ذلك والجميع يحاول الخروج منه بأقل الأضرار، ونتمنى مع الاقتراب من فترة البطولة بأن تنحسر الجائحة وأن ينتشر العلاج لها، لتقام كأس عالم بشكل طبيعي، وإن لم يحدث ذلك وظلت الأمور بشكل سلبي فأنا أعتقد شخصيا أنه قد نشاهد تجارب رياضية كالتي حصلت في أوروبا من خلال مباريات من دون جمهور و بـ30% أو 50% من سعة الملاعب وهذا حدث في بطولات اووربية وفي اليورو، وإذا أضطرت قطر لأن تقوم بمثل هذه الإجراءات بإشراف الفيفا فإن هذا لن يمنع بأن تقام البطولة، ما نتمناه بان تنحسر الجائحة حتى يكون الحضور الجماهير كبيرا في الملاعب".
أجرى الحوار: جوني الياس