ما الذي يحدث في العاصمة طرابلس... وما تأثيره على ملف الانتخابات؟

حالة من التوتر والترقب وحبس الأنفاس يعيشها الشارع الليبي، في ظل احتمالية اندلاع اشتباكات بين أطراف عدة في أي لحظة.
Sputnik
في العاصمة طرابلس، تسيطر حالة من الغموض على المشهد بعد سيطرة قوات متحالفة على مقار الرئاسة والحكومة، وانسحاب قوات الحرس الرئاسي منها.
القوات التابعة لصلاح بادي قائد لواء الصمود وأخرى من مدينة مصراتة سيطرت بالأمس على مقرات الحكومة، وهي الخطوة التي تتباين بشأنها التقديرات، حيث أشارت مصادر لـ"سبوتنيك"، أنها رسالة للتأكيد على أنها ضمن التسويات التي تجري، وأنه لا يمكن استبعادها.
في حين أشار خبراء إلى أن هذه التحركات تهدف لعرقلة الانتخابات، وأنها ترتبط بسيناريو إرجاء الانتخابات.
في الإطار، استبعد سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، حدوث أي اشتباكات بين الكتائب في العاصمة الليبية.
إقالة عبد الباسط مروان
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن

هذه التوترات ترتبط بإقالة عبد الباسط مروان، وأنها مجرد خطوات استفزازية للعدول عن القرار، وأن الأوضاع ستعود لطبيعتها بشكل سريع.

وهدد قائد "لواء الصمود" في ليبيا، صلاح بادي، في مقطع فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، بغلق كل مؤسسات الدولة في طرابلس متهما إياها بالعمل لصالح الخارج وليس الداخل.
انهيار الانتخابات
من ناحيته، قال طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في ليبيا، إن المشهد في الغرب الليبي يؤكد عدم إجراء أي انتخابات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المجموعات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي في ليبيا وراء المشهد الراهن الذي يوشك فيه انهيار ملف الانتخابات بشكل كامل.
من يتحمل المسؤولية
من ناحيته، قال حسين مفتاح المحلل السياسي الليبي، إن المجلس الرئاسي المسؤول الأول عن الأحداث التي شهدتها العاصمة مساء الأربعاء، خاصة بعد قراره بإقالة عبد الباسط مروان آمر المنطقة العسكرية في طرابلس.
وأضاف في حديثه لـ:"سبوتنيك"، أن الخطوة التي أقدم عليها المجلس الرئاسي تسببت في عودة الاصطفافات الحادة في العاصمة.
وأشار إلى أن العاصمة تجنبت الكثير من الدماء ليلة أمس إثر عدم حدوث اشتباكات بين القوات المهاجمة والمتواجدة في المقار السيادية التي تم السيطرة عليها.
وأوضح أن مئات الآلاف بالأمس كانوا تحت رحمة بنادق ومدافع القوات المهاجمة، حال حدوث أي اشتباكات.
عرقلة الانتخابات
وشدد على أن التحركات الأخيرة تأتي في إطار عرقلة الانتخابات بشكل كامل، وأنها تخدم مشروع الإسلام السياسي في ليبيا.
ونوه إلى ضرورة أن تنظر البعثة الأممية في الأمر بشكل جاد، خاصة أن مستشارة الأمين العام ستيفاني وليامز تجتمع مع اللجنة العسكرية لمناقشة توحيد المؤسسة.
وشدد على أن ما يحدث في الجنوب الليبي، لا يجب التغافل عنه، خاصة في ظل تحشيدات كبيرة من قبل مجموعات محسوبة على الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، وأخرى تابعة للجيش الليبي في الشرق، خاصة أن التحشيدات هناك تمثل درجة عالية من الخطورة.
ويرى أن بعض الأطراف تحرك المشهد من الأعلى لعرقلة الانتخابات، وفرض سيناريوهات مغايرة لضرب خارطة الطريق من الداخل الليبي.
وليامز تؤكد استعدادها الكامل لمساندة ليبيا في إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات نزيهة
ومن المفترض أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية في 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وفق الخطة التي ترعاها الأمم المتحدة وتحظى بدعم دولي، لكن المفوضية العليا للانتخابات أعلنت إرجاء إعلان القائمة النهائية للمرشحين على الرئاسة إلى حين تسوية بعض المسائل القانونية.
مناقشة