ويعتقد العلماء أنهم إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من التقدم الكبير في تقنيات العلم وأدواته، يقدرون بعض التفاصيل العلمية، بشكل تقريبي، منها على سبيل الثمال لا الحصر، وزن الحوت الأزرق، حيث لم يستطع الإنسان إلى يومنا هذا قياس وزن هذا المخلوق العظيم بشكل دقيق بسبب عدم وجود آلة يمكنها حمله، لكنهم يقدرون الوزن بحوالي 100 طن، وقد يصل إلى 200 طن بحسب الدراسات التقديرية.
"أغنية غامضة" تحتاج إلى فك تشفير
لكن الحيتان الزرقاء وبعض أنواع الحيتان الأخرى، لدها سر آخر فريد، هو "أغنية البحر"، حيث تتواصل هذه المخلوقات الضخمة مع بعضها البعض عن طريق الغناء أو بعض الأصوات، ولأن الصوت يسمع في المياه أسرع بـ4 مرات من الهواء، لذلك يعتبر مثاليا أكثر من الرؤية أو باقي الحواس.
المثير للدهشة أن أغنيات الحيتان، مثل بعض أصناف الحيتان الزرقاء، لا يسهل ملاحظتها، لأنها أغنيات بطيئة الإيقاع، حيث تتخذ شكل الهدير المستمر في البحر، لكن بعد تسجيل هذا صوت لفترة طويلة، وجد العلماء عند تسريع التسجيلات، أنها في المجمل، تشكل أغنية متوالية ومستمرة وموزونة وليست مجرد ضوضاء، بحسب منظمة "dosits"، المتخصصة بأصوات البحر.
"انفجار قوي" على فوهة الجهاز التنفسي
تعتبر "ضربة" زفير الحوت الأزرق بمثابة "انفجار قوي" للمياه يصل سماكتها تقريبا كذراع رجل وترتفع لحوالي 6 أمتار (20 قدمًا) فوق سطح البحر.
وتعتبر الفتحات الضخمة الموجودة على قمة رأس الحوت الأزرق بمثابة مقدمة الجهاز التنفسي للحوت، كالأنف على سبيل الثمال، لكن العلماء ربطوا صوت أو غناء الحيتان، بهذا الأنف أو بجهازها التنفسي وليس الفم، حيث لا يستطيع الحوت فتح فمه "مثل البشر" لإخراج الصوت عبر الهواء القادم من الحبال الصوتية، حيث تعمل الحبال الصوتية البشرية ببساطة على تقييد تدفق الهواء مثل الأبواب، بينما تشكل الحبال الصوتية لدى الحيتان هياكل أكثر تعقيدا مرتبطة بأكياس خاصة في أسفل حلقها.
اقترح العلماء أنه عندما يكون الحوت تحت الماء يمرر الهواء من الحبال الصوتية الواصلة بين هذه الأكياس والرئتين، مما يسمح للحيتان بالغناء دون أن تفقد الهواء، الأمر الذي جعل البعض يقول بأن هذه الحيتان تغني من أنوفها، أي من جهازها التنفسي وليس من فهما، لكن الأمر مازال غامضا"
صوت أقوى من طائرة يسمع "بلا أذن"
وتصدر هذه الحيوانات الكبيرة أصوات هدير عميقة جدا، حيث ذكر بعض الغواصين أن أصوات الحوت الأزرق "محسوسة" (تهتز بسببها المياه)، أكثر مما تُسمع.
وبحسب موقع "coolantarctica" المتخصص بعالم الحيتان، تصدر الحيتان الزرقاء أصواتا عميقة منخفضة النبرة تم تسجيلها بدرجة 188 ديسيبل (على بعد متر واحد من الحوت)، وهو أعلى بكثير من أعلى صوت يصدره أي حيوان على وجه الأرض، ويكفي القول؛ أن طائرة ركاب ضخمة تصدر في حالة الإقلاع ضوضاء أو هدير يبلغ 120 ديسيبل.
وبحسب المصدر، يمكن للحيتان الزرقاء سماع الصوت على مسافة تزيد عن 500 ميل (800 كيلومترا)، على الرغم من أنها لا تملك أذنا خارجية، أي أنها لا تملك فتحات أنية كبيرة على شكل دائري، بلل تملك أذنا مدفونة بداخل جماجمها، لكنها متصلة مع العالم الخارجي من خلال ذراع يصل إلى جلد الحوت، ويعتقد العلماء أن هذه الذراع تلتقط الترددات التي يستقبلها جسم الحوت.