وأفادت مصادر محلية لمراسل"سبوتنيك" شرقي سوريا أن "قوات البيشمركة الكردية التابعة لحكومة إقليم شمال العراق، أغلقت، اليوم الأحد 19 كانون الأول/ ديسمبر، معبر الوليد البري غير الشرعي مع الأراضي السورية، وذلك بعد ثلاثة أيام من إغلاق بوابة (فيش خابور) الحدودية (معبر سيمالكا النهري) أقصى الشمال الشرقي لمحافظة الحسكة السورية، احتجاجًا على هجوم نفذه أنصار تنظيم قسد الموالي للجيش الأمريكي".
وتابعت المصادر أن "مسؤولي حكومة إقليم شمال العراق من الحزب الديمقراطي الكردستاني أصدروا قراراً بإغلاق معبر الوليد البري (التجاري) غير الشرعي، والذي يستخدمه الاحتلال الأمريكي بإدخال القوافل العسكرية وسرقة النفط والقمح السوري من منطقة الجزيرة السورية، وعدم السماح بإدخال أي مواد عبر المعبر إلى مناطق سيطرة تنظيم قسد الموالي له شرقي سوريا".
وقالت المصادر أن "شاحنات ورافعات كبيرة قامت بنقل معدات وكتل إسمنتية وأغلقت معبر الوليد البري الذي يبعد 35 كيلو متراً عن معبر سيمالكا النهري الحدودي غير الشرعي،الواقع مقابل جنوب غرب قرية السويدية التابعة لمنطقة اليعربية بريف مدينة المالكية في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة الحسكة السورية".
وافتتح معبر الوليد البري غير الشرعي منذ حوالي أربع سنوات مضت، من قبل الاحتلال الأمريكي وقوات "التحالف الدولي"، لتسهيل دخول قوافل الإمدادات العسكرية وتصدير قوافل صهاريج النفط المسروق وشاحنات القمح، كما يتم عبره إدخال لمواد البناء (الأسمنت، الحديد وغيرها) لزوم بناء القواعد اللاشرعية للجيش الأمريكي شرقي سوريا.
وكانت قوات البيشمركة التابعة لحكومة شمال العراق، أغلقت بوابة "فيش خابور" الحدودية (يقابلها معبر سيمالكا النهري غير الشرعي في الجهة السورية من نهر دجلة) بكتل معدنية، في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضي 16 كانون الأول/ ديسمبر، وأغلقت الجسر الثاني للحدود أمام المواصلات.
خلافات سابقة
وتأتي هذه التطورات بعد تأزم الوضع بين مسلحي تنظيم "قسد" من طرف وقوات "البيشمركة" من طرف آخر، إثر هجوم نفذته مجموعة مما يسمى (الشبيبة الثورية) التابعة لـ "قسد" المعروفة باسم تنظيم (جوانين شورشكر)، يوم الأربعاء الماضي، على الطرف العراقي من معبر سيمالكا الحدودي، نتيجة رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقود حكومة شمال العراق، تسليم جثث خمسة من قتلى حزب العمال الكردستاني التركي لذويهم في محافظة الحسكة السورية.
وبحسب مصادر كردية سورية لـ "سبوتنيك"، فإنّ تنظيم "جوانين شورشكر" التابع لـ"قسد"، نظّم مسيرة من أنصاره انطلقت من مدينة القامشلي منذ أيام، باتجاه معبر سيمالكا الحدودي في ريف المالكية شمال شرق الحسكة، سيراً على الأقدام.
وبعد وصولهم إلى معبر سمالكا النهري غير الشرعي، هاجمت المجموعة المذكورة قوات (بيشمركة كردستان العراق) على المعبر بالحجارة، مع ترديد شعارات تخوينيّة بحق قيادات الإقليم وعلى رأسهم الرئيس السابق للإقليم مسعود البرزاني الذي اتهموه بالخيانة والعمل لصالح تركيا، وقاموا بتهشيم زجاج عربة إطفاء حاولت إبعادهم، بحسب المصادر.
واتهمت المصادر قيادة حزب العمال الكردستاني التركي"بي كي كي"، ومن خلال تحريك أعوانه في شنكال العراق ومحافظة الحسكة السورية ومناطق أخرى يحاول بشتى الوسائل ضرب تجربة "إقليم كردستان" وقيادته من خلال توجيه اتهامات باطلة بحقهم فيما يتعلّق بمقتل قياديهم في شنكال ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة العمال الكردستاني.
وتعتبر منظمة "جوانين شورشكر" أو الشبيبة الثورية من أشرس التنظيمات التابعة لتنظيم"قسد"، وهي متهمة بهجمات المتظاهرين السلميين، وتقدم على إحراق وكسر مكاتب أحزاب "المجلس الكردي المعارض"، كما أنّها المسؤولة عن اختطاف القصّر وتجنيدهم في صفوف تنظيم "قسد".
زيذكر أن قوات "البيشمركة" العراقية الكردية أغلقت معبر فيش خابور الحدودي المقابل لمعبر سيمالكا النهري غير الشرعي مع سوريا عدة مراتٍ سابقا، على أثر التطورات والخلافات التي تحدث بين الأحزاب الكردية العراقية والسورية خلال السنوات الماضية.
و(سيمالكا) النهري (أو فيش خابور كما يسمى من الجانب العراقي)، هو معبر حدودي بين محافظة دهوك العراقية شمالي العراق، ومحافظة الحسكة شرقي سوريا، وهو عبارة عن جسر عائم على نهر دجلة تم فتحه عام 2013م، بعد "اجتماع هولير" الذي جمع بين أحزاب كردية سورية وأخرى عراقية لتتم من خلاله المبادلات التجارية ونقل المرضى بغية العلاج في إقليم كردستان.
ولطالما استخدم جنود وضباط الجيش الأمريكي وما يسمى قوات "التحالف الدولي"، معبر سيمالكا لتصدير النفط والقمح المسروقين من شرقي سوريا، قبل أن يتم إعادة افتتاح معبر الوليد البري غير الشرعي مع إقليم شمال العراق من قبل الجيش الأمريكي.