القاهرة - سبوتنيك. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في إحاطة إعلامية، حسب موقع الأمم المتحدة، "يوم أمس، ضربت عدة غارات جوية ما لا يقل عن ست مناطق في مطار صنعاء الدولي في اليمن. زار فريق أممي مطار صنعاء اليوم لتقييم الأضرار".
وأضاف، "قبل الهجوم، كان المطار متدهوراً ولكنه ظل جاهزاً للاستخدام في حالات الطوارئ الإنسانية".
وتابع، "تم تدمير ثلاثة مبان. ومع ذلك، قدر الفريق اليوم أن رحلات الأمم المتحدة يمكن أن تستمر، حيث لم يكن هناك أي ضرر لبرج المراقبة أو المدرج أو الممر".
ودعا المتحدث الأممي جميع أطراف النزاع إلى "الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".
وبوقت سابق من اليوم، أعلنت جماعة "أنصار الله" تعليق الرحلات الجوية أمام منظمات الأمم المتحدة عبر مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، لـ "ضمان سلامة الرحلات وموظفي الأمم المتحدة".
واتهم وزير الخارجية في حكومة "الإنقاذ الوطني" المشكلة من جماعة "أنصار الله"، المهندس هشام شرف عبد الله، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، التحالف العربي بعدم السماح بدخول أجهزة ومعدات ملاحية خاصة بمطار صنعاء الدولي، منذ أكثر من عام من وصولها إلى جيبوتي بعد استيرادها بأشراف الأمم المتحدة.
وأكد الوزير شرف الحرص على سلامة حركة الطيران المدني من والى صنعاء، معتبراً عدم سماح التحالف العربي بوصول الأجهزة الملاحية إلى صنعاء هدفه عرقلة أي إمكانية لتشغيل مطار صنعاء الدولي بشكل آمن في ظل المناشدات الدولية بفتح المطار.
ووجه شرف اتهاماً للتحالف بالسعي من خلال عرقلة وصول تلك الأجهزة، في التسبب بأي كارثة جوية في مطار صنعاء الدولي بهدف إلقاء اللائمة على حكومة "الإنقاذ الوطني"، والدفع بكل المنظمات الدولية إلى عدم استخدام المطار واعتباره غير مستوفٍ شروط الملاحة الجوية.
وجاء تعليق الرحلات الأممية عبر مطار صنعاء الدولي، غداة إعلان "أنصار الله"، خروج المطار الذي تقتصر رحلاته على المنظمات الدولية والإنسانية، عن الجاهزية، عقب تعرضه إلى غارات جوية نفذها التحالف العربي على مرافق المطار.
وبرر التحالف العربي، على لسان المتحدث باسم قواته العميد الركن تركي المالكي، الاستهداف الجوي بـ "استغلال الحوثيين الحماية الخاصة للمطار في إدارة وإطلاق العمليات العدائية والعابرة للحدود باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة والمفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول جوار اليمن"،
وقال إن: "الأهداف العسكرية شملت 6 مواقع يتم استخدامها لإدارة نشاط هجمات الطائرات المسيّرة والمفخخة، وتدريب العناصر الإرهابية على الطائرات المسيّرة، ومقر سكن المدربين والمتدربين، بالإضافة لمخزنين للطائرات المسيّرة والمفخخة"، مؤكدا أن:
"تحييد وتدمير هذه الأهداف لن يكون له أي تأثير على القدرة التشغيلية للمطار، ولن يؤثر على إدارة المجال الجوي والحركة الجوية وعمليات المناولة الأرضية، مشيراً إلى "اتخاذ قيادة القوات المشتركة للتحالف الإجراءات القانونية لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل المطار".
وتعرض مطار صنعاء الدولي منذ انطلاق عمليات التحالف العربي، في 26 آذار/مارس 2015، إلى غارات جوية متكررة أدت إلى خروجه من الخدمة، في ظل اتهامات التحالف لجماعة "أنصار الله" باستخدام مرافقه لأغراض عسكرية.
ويفرض التحالف العربي، منذ التاسع من آب/ أغسطس عام 2016، حظرا على حركة الطيران في مطار صنعاء، وأوقف جميع الرحلات المدنية باستثناء رحلات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها، التي يتطلب القيام بها تنسيقاً مع قيادة التحالف.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.